يستضيف باريس سان جرمان الثلاثاء بوروسيا دورتموند (الألماني) في إياب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وهو يأمل بقلب تخلفه ذهابا صفر-1 وانتزاع بطاقة التأهل إلى النهائي لثاني مرة بعد 2020. من جانبه، يحلم كيليان مبابي بقيادة النادي الفرنسي المملوك قطريا إلى الفوز بالكأس في 1 يونيو/حزيران على ملعب ويمبلي في لندن وتوديعه بأفضل طريقة.
سيكون النهائي المثالي بالنسبة لباريس سان جرمان ولنجمه كيليان مبابي على حد سواء، لما سيحمله من دلالات رمزية في تاريخ النادي ومشوار اللاعب الموهوب. ففي حال تمكن الباريسيون من تخطي بوروسيا دورتموند، الثلاثاء، خلال مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، سيخوضون مباراة حسم اللقب على ملعب ويمبلي الشهير في لندن، أمام 90 ألف شخص، في مواجهة أحد العملاقين ريال مدريد أو بايرن ميونيخ.
لكن باب الفرضيات يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات، ومن بينها فشل “بي إس جي” في قلب الطاولة على خصمه الألماني، وعجز مبابي عن فك شفرات “الفريق الأصفر” وإنهاك قدراته الدفاعية. فعليه، ينبغي التعامل مع هذه المبارزة الفرنسية-الألمانية بواقعية وحذر. وبالتالي الإقرار بأن الوجه الهش الذي ظهر به لاعبو المدرب إيدين تيرزيتش في بداية الموسم الأوروبي قد تغير وتحول، بدليل أنهم أقصوا أتلتيكو مدريد في ربع النهائي على إثر فوزهم إيابا 4-2 (2-1، ذهابا).
ويسعى بطل عام 1997 إلى العودة إلى لندن وبلوغ الدور النهائي للمرة الأولى منذ عام 2013 عندما خسر أمام مواطنه بايرن 2-1.
ينبغي الإقرار أيضا بأن قرعة هذا الموسم كانت أفضل ما يمكن لباريس سان جرمان، إذ كان ريال سوسييداد المنافس الأقل صعوبة في ثمن النهائي ودورتموند هو أفضل ما يمكن أن يتمناه في نصف النهائي [وإلا كان سيواجه ريال مدريد أو بايرن ميونيخ]. وكان قد خسر ذهابا أمام برشلونة في ملعب “بارك دي برنس” في ربع النهائي (2-3) قبل أن يفوز إيابا في حالة تفوق عددي (4-1).
وقد يكون الوضع البدني من العوامل الأخرى التي تصب في صالح باريس سان جرمان. ففي حين حسم لقب الدوري الفرنسي قبل ثلاث جولات من نهاية الموسم وتم تأجيل مباراته السبت أمام نيس لمنحه فرصة الاستعداد لمواجهة بوروسيا، كان الأخير مشغولا في معركة التمسك بالمركز الخامس الذي بات مؤهلا إلى دوري الأبطال، إذ حقق فوزا كاسحا على أوغسبورغ 5-1.
هل ستُحدد نتيجة المبارزة بقدرة مبابي على التأثير فيها بشكل مباشر؟ فقد سجل قائد المنتخب الفرنسي (25 عاما) وأفضل هداف في تاريخ باريس سان جرمان (255 هدفا في 305 مباريات)، 43 هدفا هذا الموسم. وسيمنح له الوصول إلى ويمبلي فرصة توديع النادي بأفضل طريقة، إذ إنه أبلغ إدارته في شباط/فبراير الماضي قراره الرحيل [على الأرجح إلى ريال مدريد] عندما ينتهي عقده في نهاية الموسم.
وقال مبابي لوسائل إعلام عدة الأحد على هامش حدث في شارع الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية: “نحن متأكدون من أننا سنقلب الأمور ونتأهل للنهائي”.
فهل يرقى باريس سان جرمان إلى مستوى الأبطال وينتزع شرف خوض نهائي دوري الأبطال للمرة الثانية بعد عام 2020 عندما خسر أمام بايرن ميونيخ صفر-1 في لشبونة؟