صادفت في الحارة التي أسكنها بالحوطة بائع السمك الذي يتجول فيها يومياً لبيع أسماك على ظهر جاري يدوي يعتاش منه لإعالة أسرته، جر تنهيده محموله بهمه وهموم ومعاناة الناس وقال: اليوم تباع في الأفران الثلاثة الأقراص الروتي بمائتين ريال بما هي نحيله مصابه بالهزال نتيجة نقصان كمية الدقيق بسبب إرتفاع الأسعار تبعاً لإرتفاع الدولار وتراجع القدرة الشرائية للعملة المحلية بصوره مستمرة ومخيفة وربما ضعف الرقابة أيضاً، تُرى ماذا عن المواطن الذي يعول أسرة مكونة من عشرة أفراد وكموظف لا يملك سوى راتبه الشهري خمسين ألف ريال هل يشتري به روتي فقط ومن أين له تغطية شراء بقية متطلبات الأسرة الضرورية الأخرى ؟! ناهيكم عن المواطن للذي تضاءلت أمامه فرص العمل الحر! وعن المواطن الذي يفترش الشارع لبيع أسماك-خضار-كدر-خمير… ألخ لإعالة أسرته من عائد ما يوفره من ذلك! وفي ضل تراجع القدرة الشرائية للناس بسبب سوء الوضع المعيشي بصورة عامة، لقد أوصل هذا لوضع المفروض على أبناء شعب الجنوب أوصلهم إلى حافة المجاعة والكارثة المحققة والموت الجماعي والإنتحار ينتظرهم جراء تدهور مستوى معيشتهم وخدماتهم وحقهم في الحياة والعيش والبقاء ولم يتبقى أمامهم سوى فتح المقابر الجماعية لإستقبال جثامينهم، يقول الممثل المصري عادل إمام مامعناه: اللهم خذ منا وأعطيهم وجوعنا وأشبعهم وعرينا وغطيهم اللهم أميت الشعوب في يوم واحد يصحوا الزعماء ولا يجدوا من يحكموا عليه!!! .