يجب أن تتجاوز الاستراتيجية الجديدة للمجتمع الإقليمي والدولي (مبدأ المجاملة) في الأزمة اليمنية فهناك نفوذ إيراني واقعي وصريح لا يحتمل القضاء عليه أي تأخير.
وبناء عليه فما لم يتم وبشكل عاجل دعم الجنوبيين لإنقاذ أنفسهم وبلادهم وحماية مصالحهم ومصالح المجتمع الإقليمي والدولي في البحار والخلجان والمضايق البحرية في نطاق سيادتهم فإن النفوذ الإيراني وتوسعه في #اليمن حاصل لا محالة..
إن الشرعية اليمنية في جانبها الوحدوي الشمالي وبعد تسع سنوات من الفرص التي سنحت لها ولم تستغلها في دحر الحوثيين والوقوف في وجه النفوذ الإيراني لا تستند اليوم على قوة موثوقة لدى المجتمع الإقليمي والدولي…
ومن المعيب بعد تسع عقود أن تتم التضحية بالمناطق الجنوبية المحررة التي تمثل الدولة الجنوبية السابقة بحجة أن الاستراتيجية المعمول بها تلتزم التعامل مع #مجلس_القيادة_الرئاسي الذي لازال حسب تلك الاستراتيجية يمثل الرئيس الشرعي الاعتباري للجمهورية اليمنية، بالرغم من إعلان الحوثيين إسقاط النظام الجمهوري واستبداله بنظام ولاية الفقيه التابع رسمياً لنظام ولاية الفقيه الإيرانية..
من هذا الواقع الذي اثبت ضعف الشرعية اليمنية وعدم توفر الإرادة لديها في حسم الأمور مع الحوثيين مقابل تمكين الحوثيون للنفوذ الإيراني وتطبيقهم المذهبية والطائفية في أوساط الشعب اليمني التي أفرزت الجرائم البشعة العديدة ضد اليمنيين..
فمن الواجب وبشكل لا يحتمل التأخير أن يعلن حل الدولتين الشمالية والجنوبية وأن يبارك العالم وهيئته الأممية عودة جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية لمقعدها الدولي، والوقوف معها بكل أنواع الدعم.
وهذا الإجراء هو ما سيمكن القوى الإقليمية والدولية من حصر وتقزيم النفوذ الإيراني داخل الجمهورية العربية اليمنية وترتيب الجهود الدولية للقضاء عليه وفق خطط استراتيجية ممنهجة.