الغموض الذي لازم ومازال غرق سفينة (روبيمار) في السواحل اليمنية بدا من عدم الكشف عن موطن قدومها وتحديد مكان وجهتها والتضارب المربك حول تحديد نوع وصنف حمولتها .مضاف إليه صمت القلقين من مستقبل الملاحة عبر البحر العربي والاحمر وباب المندب وغياب اي ردود فعل جدية من قبل حاملي شعار حماية الملاحة الدولية في هذه المنطقة الحيوية، واحتجاب الأمم المتحدة ومختلف منظماتها المعنية بدراسة وتتبع ومجابهة هكذا مخاطر مضرة بالبيئة.
علاوة على الاتهام الناعم للحوثي باستهدافه السفينة (روبيمار) بصاروخ موجه واقدام الحوثي لاول مره على نفي أي علاقة له بحادثة غرق هذه السفينة اللغز.
جميع هذه المعطيات والمواقف والتصريحات المتضاربة التي لاتفضي إلى شيء واضح حول ملابسات غرق هذه السفينة روبيمار التي تم إجلاء كل طاقمها دون أضرار تذكر يمكنها بكل بساطة أن تضعنا امام جملة من الاحتمالات المؤكدة والتي ترجح ادخال واقحام دول منطقة حوض البحر الاحمر بحرب تلوث لا إنسانية ولا أخلاقية مدمرة مدروسة وموجهة يقودها الكيان الصهيوني ابو(زنار) الذي لايعترف بحقوق ولايحترم مواثيق ولا يراعي ذمة في الغير
وهي حرب(زنارية) اسرائيلية امرو أوروبية هدفها ادخال شعوب المنطقة في معمعة حرب كرثومية طويلة الامد .
هذه الحرب الموجهة القائمة على تحويل منطقة البحر الأحمر إلى مقبرة نفايات محرمة والتي تأتي استمرارا وتكملة لحرب النفايات التي واجهتها معضم إن لم يكن كل الدول المطلة على شواطيء البحر الاحمر الذي شكل حالة الا استقرار والمواجهات البينية الدامية فيها أحد أهم الأسباب لتحويل أراضيها إلى مقابر للنفايات المشعة الخطرة والتي من شأنها لا اعاقة وابادة مقومات الطبيعة كمصدر رئيس للغذاء وانما جاءت أيضا لتستهدف مقدرات الإنسان وسلامة نموه العقلي والجسدي لازمنة وحقب طويلة قادمة.
ومن خلال ترابط هذه السياقات التي لاتنفصل عما يجري اليوم على أرض فلسطين من ابادة جماعية لشعبها ومن ابتلاع لما تبقى من أراضيها والاطماع التي لايتورع الكيان الصهيوني عن اخفائها وهي الوصول إلى عواصم عربية أخرى على المدى القريب والبعيد أما عن طريق احتلال الارض أو الحصول على امتيازات تمكنه من إدارة شئون هذه الدول العربية والإسلامية .وهو مخطط من ضمن أولوياتها تجريد هذه الدول من اي قدرات اقتصادية نهضوية ومن اي قوه تجعلها قادرة على فرض نفسها ومؤهلة لصنع قرار اتها بنفسها.
لذا فإن حادثة غرق سفينة روبيمار ليست إلا بداية لإعلان حرب اسرائيلية عربية أخرى أوسع واشرس تفرض على جميع الدول المطلة والمرتبطة بالبحر الاحمر سرعة التحرك لمواجهتها ولتكن البدية هي عقد مؤتمر للكشف عن نوع الشحنة التي أصبحت في عمق البحر والكشف عن مصدرها وإلزام المجتمع الدولي بضرورة القيام بواجبه في العمل على احتواء آثارها ومنع تكررها من خلال وضع آلية ملزمة للكشف عن أي شحنات تمر من خلال باب المندب وقناة السويس ضمانا لسلامة أمن واستقرار وتطور بلدان منطقة حوض البحر الاحمر والبحر العربي.