في ضربة وانتكاسة موجعة، تمنح روسيا أكبر انتصار رمزي لها بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف الصيف الماضي، انسحبت القوات الأوكرانية من آخر معاقلها قرب مدينة دونيتسك شرقي البلاد.
فقد أعلن الجيش الأوكراني، اليوم السبت، انسحابه من مدينة أفدييفكا الشرقية. وقال قائد المنطقة الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي عبر تليغرام ليل الجمعة السبت “وفقا للأمر الذي تلقيناه، انسحبنا من أفدييفكا إلى مواقع معدة مسبقا”.
وأضاف مبرراً “في الحالة التي يتقدم فيها العدو عبر السير فوق جثث جنوده ولديه قذائف أكثر بعشر مرات، فإن هذا هو القرار الصحيح الوحيد”.
كما أوضح أن القوات الأوكرانية تجنبت بتلك الخطوة تطويقا قرب هذه المدينة الصناعية المدمرة إلى حد كبير.
وقبل إعلان الانسحاب من المدينة رسميا، أقر تارنافسكي بأن “العديد من الجنود” الأوكرانيين قد “أسِروا” بأيدي القوات الروسية التي لديها “فائض من حيث القوة البشرية والمدفعية والطيران”.
أول قرار للقائد الجديد ويعد هذا أول قرار رئيسي يتخذه القائد الأعلى الجديد للجيوش الأوكرانية أولكسندر سيرسكي بعد تعيينه في هذا المنصب في 8 شباط/فبراير.
وبرر ذلك بالرغبة في “الحفاظ” على حياة جنوده، كاتباً في تعليق على فيسبوك “قررت سحب وحداتنا من المدينة والتحول إلى الدفاع على خطوط أكثر ملاءمة”.
أتى هذا الانسحاب من أفدييفكا في وقت يجري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جولة أوروبية، حيث وقع أمس الجمعة اتفاقات أمنية ثنائية في برلين ثم في باريس للحصول على مساعدات طويلة الأجل من البلدين، مع تعهدات بتقديم دعم عسكري بحوالى عشرة مليارات دولار خلال العام 2024.
قيمة رمزية مهمة ولأفدييفكا قيمة رمزية مهمة، فقد سقطت فترة وجيزة في العام 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلا عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ عشر سنوات.
إلا أن تلك المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ نحو 34 ألف نسمة قبل الغزو الروسي في فبراير 2022، باتت مدمرة إلى حد كبير، لكن لا يزال هناك نحو 900 مدني فيها، وفق السلطات المحلية.
فيما تأمل موسكو بأن تؤدي السيطرة عليها إلى جعل القصف الأوكراني لدونيتسك أكثر صعوبة.
يذكر أنه بعد فشل الهجوم المضاد الكبير الذي شنته أوكرانيا في الصيف الماضي، صار الروس المبادرين بالهجوم على الجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في تجديد قواته ويفتقر إلى الذخائر، في خضم نقص متزايد في الموارد، وعرقلة المساعدات العسكرية الأميركية.
في حين عززت روسيا قواتها بمزيد من العناصر والذخيرة للسيطرة على أفدييفكا قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء غزوها.