يا صديقي، إنَّ ما أنت عليه اليوم، أو غدًا، أو في المستقبل، أو حتى في الماضي من خوفٍ، وقلقٍ، وإحباطٍ، وتعبٍ، وإرهاقٍ، وكسلٍ، وخمولٍ، وتعاسةٍ، وتفكيرٍ سيئ وسلبي في حياتك -كل هذا يحدث ببرمجة عقلك، بما برمجته أنت.
إن برمجة عقلك على التفاؤل، والنجاح، والسير نحو تحقيق هدفك، والشعور بالسعادة، والرضى بما كتبه الله لك، ومقتنع بما كتبه الله في هذه الدنيا من مالٍ، وطعامٍ، وشرابٍ، ومسكنٍ، ووظيفة متواضعة، ستعيش حياتك سعيدًا، وتسعد بما لديك، وتسعى لتحقيق حلمك، ستعيش يومك، وأوقاتك، وحياتك كلها سعيدًا -بإذن الله تعالى- فعَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -ﷺ-: «عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاء شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاء صَبَرَ؛ فَكَانَ خيْرًا لَهُ». [رواه مسلم]
فهذا نبينا وحبيينا ومرشدنا ياصديقي يعلمنا الثقة بالله، والإيمان الحقيقي، وبرمجة عقولنا على الصبر، والثبات، والعزيمة، والإصرار، والتقدم، والحمد والشكر على كل حال. يقول ابن تيمية -رحمه الله- “ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت؛ فهي معي لا تفارقني، إنَّ حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة”. (الوابل الصيب). فبإيمانهم، وصبرهم وثقتهم بالله؛ تبرمجت عقلوهم، ورضوا بما كتب الله لهم، بل وجعلوا من محنتهم إنطلاقة جديدة في حياتهم؛ لأن عقولهم تبرمجت على العمل، والجد، والإجتهاد، وما ضرهم في أي حال هم؛ ولكن يا صديقي، إن برمجتَ عقلك على الخوف، فسيسلبك لذة الفرح؛ فلا تتبعه، وبرجمة عقلك على القلق ستجعله يلتصق بك إذا داومت عليه، وبرمجة عقلك على العزائم فيها تأتي لمن يتوقعها؛ لذا يا صديقي يجب عليك عدم اتباع الخوف والقلق، توقف عن القلق، ومارس حياتك بالأمل، والعمل؛فالخوف والقلق يا صديقي لا يمنحانك شيء؛ بل يسلباك كل شيء، والشخص القلق يا صديقي يُعذِّب نفسه دائمًا، ويضيع أحلامه؛ فالقلق مضر بصاحبه دومًا؛ فهو دمار للنفس، والخوف يسلبك الحياة التي تتمناها. خوفك الزائد لا طائل منه، خوفك الزائد هو هزيمتك الحقيقية، فلا تضيعنَّ على نفسك الفرص المتاحة بالخوف والقلق، برمج عقلك على تحدي الخوف والقلق؛ لكي تسعد. لا تكن شخصًا قلقًا وخوّافًا تفوتك على نفسك الكثير من الانتصارات، وتعيش حياتك في دائرة الخوف، والقلق، الأحزان، والإحباط، واليأس، والفشل؛ فإنك بهذا لن تعيش حياتك وتستمتع بها. وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه!