– إن مليونية حضرموت وبتلك المشاركة الشعبية والمدنية والسياسية الواسعة النوعية والمتميزة من مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية وكل ألوان الطيف ومن كل أرجاء حضرموت الساحل والوادي وأبناء محافظات شبوة والمهرة وسقطرى ومشاركة رمزية من بقية محافظات الجنوب الأخرى، بقدر ما مثَّلت إنتصاراً للنخبة الحضرمية واعترافاً بأدوارها الكفاحية والنضالية والتضحيات التي قدمتها في معركة تنظيف حضرموت من قوى الإرهاب والظلام وطرد فلوله من حضرموت كل حضرموت وإلى غير رجعة وإسهامها وحضورها الفاعل في حفظ الأمن والاستقرار والسكينة العامة ومعها بقية القوات العسكرية الجنوبية وكل أحرار حضرموت بقدر ما جدَّدت -المليونية- ثقتها بالمجلس الإنتقالي الجنوبي كحامل سياسي وممثل لشعب الجنوب في استعادة دولته وحيث كان فرعه في حضرموت قد تبنّى الدعوة للإحتشاد والمشاركة الفاعلة في إنجاحها وكان لحضور الرئيس القائد المناضل عيدروس قاسم الزبيدي المليونية ورفع معنويات المشاركين فيها عالياً من خلال كلمته التاريخية الجامعة التي ألقاها في المليونية وعلى نحو ما ورد فيها.
– لقد انتصرت مليونية حضرموت لشعب الجنوب وحقه في استعادة دولته كاملة الحرية والسيادة والاستقلال على حدود ما قبل مايو ١٩٩٠م دولة واحدة موحدة من المهرة إلى باب المندب باعتباره خيار وطني وتاريخي ومصيري ليس لأبناء حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وحسب ولكن لأبناء شعب الجنوب وحيث صار هذا الخيار كالبحر لا يقبل غير الأجسام الحيَّة أما الميِّتَة فيلفظها إلى الشاطئ.
– حتماً ستسقط تحت هذا الخيار تلك المكونات التي تم تفقيسها ما أسموه بمجلس حضرموت الوطني ومجلس شبوة ومجلس المهرة وسقطرى ولجنة تحضيرية لتفقيس ما أسموه مجلس الإقليم الشرقي!! ودعوات إلى القاهرة لما قالوا عنه -تفقيس- مُكَوِّن جنوبي واحد والتي تم ويتم طبخها بليل تحت سقوف القاعات المُكَيِّفة وقاعات فنادق الـ«٥» نجوم وعبثاً حاولوا ويحاولون.
– إن تلك المكونات على اختلاف مسمياتها التي ما أنزل الله بها من سلطان مجرَّد مشاريع مشبوهة طالما كانت تستهدف ولا ريب تقسيم الجسد الجنوبي الجغرافي والسياسي الواحد وتقطيع أوصاله وتمزيق نسيجه الإجتماعي وهيهات فضلاً عما تشهده حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وكل محافظات وأبناء شعب الجنوب من سوء في أوضاعهم الحياتية الأقتصادية والمعيشية أوصلتهم إلى كارثة المجاعة فضلاً عن تردي الأوضاع الخدمية وتدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار وهو ما كان حاضراً في المليونية حيث جددت رفضها الصارم والمطلق لاستمراره.
– إن كل ذلك وعلى نحو ما سلف استعراضه يستهدف في محصلته الأخيرة حق شعب الجنوب في استعادة دولته المنشودة لأهداف ومقاصد سياسية لم تَعُد تُخطئها عين وخلاصة القول:
إن تلك المكونات بما هي قد ولدت ميّتة لا وجود أو أثر لها في الواقع ومجرّد مسميات موجودة في مواقع التواصل الإجتماعي وفي كل الأحوال لقد سقطت كل تلك المشاريع في مليونية حضرموت الحضارة والتاريخ والإبآء تحت ضوء الشمس وعلى رؤوس الأشهاد فهل استلموا أصحاب تلك المشاريع الرسالة وفهِموها أم أنهم لم ولن يتعِضوا وينطبق عليهم قوله تعالى: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُون).