الجمعة , 20 سبتمبر 2024
رغم قبضة تنظيم الإخوان الحديدية على مدن ومحافظات اليمن التي يسيطر عليها، إلا أنه فشل في كبح جماح الاغتيالات التي لم تتوقف يوما هناك.
تلك الاغتيالات التي اعتبرها خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية في اليمن دليلا على أن المناطق التي يحكمها الإخوان باتت “مرتعا للإرهاب”، وأنه يغض الطرف عن جرائم الاغتيالات لخدمة أجندات دولية، ويلقي التهم جزافا على دول عززت الاستقرار في اليمن عموما، ومنعت سقوطه بيد الإرهاب والانقلاب.
ففي عام 2023 فقط ضربت المحافظتين تعز ومأرب، الخاضعتين لتنظيم الإخوان، أكثر من 15 عملية ومحاولة اغتيال، استهدفت كبار رجال الدولة ومسؤولين عسكريين وأمنيين، وحتى أمميين.
وكانت أسوأ هذه الاغتيالات هو ما استهدف رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي في التربة جنوبي تعز مؤيد حميدي، (أردني الجنسية) في 21 يوليو/تموز الماضي، في جريمة لاقت تنديدا عربيا ودوليا وأمميا واسعا.
وفي مأرب، كادت سيارة مفخخة متوقفة على جانب الطريق أن تخطف رئيس هيئة الأركان العامة باليمن الفريق الركن صغير بن عزيز في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ورغم ذلك لم تفتح سلطات الأمن الخاضعة للإخوان تحقيقات جادة وفعالة للحد من وقوع الاغتيالات بهاتين المحافظتين.
تلك الاغتيالات تطرح أسئلة عدة حول تماهي الإخوان مع الجرائم الواقعة تحت سيطرته، أو فشل أجهزته المرتبطة بشكل واسع بالجماعات المتطرفة مثل القاعدة، ما يجعله مقيدا وعاجزا عن اتخاذ أي تدابير فعالة، وفق مراقبين.
مرتع للإرهاب
وتركز الآلة الإعلامية لتنظيم الإخوان -ومن يقف خلفه- على ما يدور في الجنوب، وإلقاء التهم جزافا على دول عززت الاستقرار في اليمن عموما ومنعت سقوطه بيد الإرهاب والانقلاب، في وقت تغض الطرف عن جرائم الاغتيالات بتعز ومأرب لخدمة أجندات دولية، بحسب خبراء في شؤون الجماعات الدينية.
ووفقا للخبير في شؤون الجماعات الإرهابية في اليمن صالح باراس، فإن المناطق التي يحكمها الإخوان فيما تبقى من مأرب وما تبقى من تعز -مساحات متواضعة جدا- باتت “مرتعا للإرهاب” بشهادات دولية.
وقال باراس، لـ”العين الإخبارية”، إن “الاغتيالات السياسية، وقتل موظف أممي في تعز، وكذا اغتيال وسحل شخصيات سلفية تعارضهم، والبلطجة والعمليات الإجرامية سمة أساسية للإخوان، وصلت إلى اختطاف الفتيات وامتهان أعراضهن، ويتم التعتيم على ذلك إخوانيا وتصدير الحالة في مناطق نفوذهم بأنها أمن وأمان”.
وأكد باراس وهو مؤلف كتاب ” الإخوان من الباب الخلفي: إخوان اليمن التعصب المزدوج”، أن “آلة الإخوان المنتشرة بشكل أخطبوطي محليا وإقليميا ودوليا تركز على عدن والمحافظات الجنوبية التي استطاع المجلس الانتقالي أن يجتث الإرهاب منها ويفرض فيها نظاما أمنيا”.
وأشار إلى ما وصفه بـ”الواقع المخيف” للإخوان في مناطق سيطرته، وتصفية خصومه هناك بدم بارد، مستشهدا باغتيال الإخوان قائد اللواء 35 مدرع العميد عدنان الحمادي، بعد أن شكل عقبة في طريق تمدد التنظيم جنوبا.
مظلومية كاذبة
بالنسبة لباراس فإن إخوان اليمن يسير وفق استراتيجية معينة ذات مسارين، الأول يقوم على أساس “بناء المظلومية”، وأنه الجماعة المظلومة، والثاني يستند إلى تشويه الخصم، وفي المسارين تكون صناعة الشائعات لصنع مظلوميته وتشويه خصومه، بحسب باراس.
وأضاف: “تقوم تلك الصناعة على تعدد الحواس (الكتاب، والمقال، والتغريدة، والفيلم، والمقطع.. إلخ)، وكل ذلك بعمل تراكمي لتشويه صورة الخصم أمام أعين الآخرين؛ لتغيير اتجاهاتهم وإنتاج رأي عام يقتنع بأفكارهم ويتبناها.
وأكد باراس أن الحرب الإعلامية الإخوانية ضد دور دولة الإمارات والمجلس الانتقالي ليست جديدة، بل إن إعلامهم قد دافع عن عناصر الإرهاب في عدن منذ وقت مبكر، بحجة وجود سجون سرية منتشرة أصلا بمناطق سيطرتهم.
قائمة الاغتيالات في 2023
وكانت “العين الإخبارية” رصدت عمليات الاغتيال في مناطق سيطرة تنظيم الإخوان، في محافظتي مأرب وتعز، وذلك خلال عام 2023 وفيما يلي تسلسل زمني لهذه العمليات.
سبتمبر 20, 2024
سبتمبر 20, 2024
سبتمبر 20, 2024
سبتمبر 20, 2024