دعا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى «تسريع الاستعدادات للحرب» في مختلف المجالات بما فيها برنامج الأسلحة النووية إزاء «مناورات المواجهة» التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها، وشدد أيضاً على أن «الوضع العسكري» في شبه الجزيرة الكورية أصبح «حاداً»، بسبب المواجهات مع الأعمال المعادية للشمال و«غير المسبوقة» التي تقوم بها واشنطن وفق ما أوردت وسائل الإعلام الرسمية. وتأتي هذه التعليمات بعد أسبوع من التحذير الذي أطلقه كيم بجاهزية بيونغيانغ لاستخدام ترسانتها النووية في حال «تعرضت لاستفزاز» بسلاح نووي.
وأمر كيم «الجيش وصناعة الذخائر وقطاعي الأسلحة النووية والدفاع المدني بتسريع الاستعدادات للحرب»، متحدثاً خلال الاجتماع السنوي الذي تعقده اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم. ونبه من «الوضع السياسي والعسكري الخطير في شبه الجزيرة الكورية، الذي بلغ نقطة قصوى»، مشيراً إلى «مناورات المواجهة غير المسبوقة في التاريخ التي تعتمدها الولايات المتحدة والقوات التابعة لها»، وفق وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية.
وأجرت كوريا الشمالية هذه السنة عدداً قياسياً من تجارب الصواريخ البالستية، في انتهاك للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. كما أدرجت في دستورها وضعها كقوة نووية وأطلقت قمراً صناعياً عسكرياً للتجسس، واختبرت صاروخ «هواسونغ 18»، أقوى صاروخ باليستي عابر للقارات في ترسانتها.
تكثيف
في المقابل، كثفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تعاونها العسكري من خلال تفعيل نظام لتشارك البيانات بصورة آنية حول عمليات إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية، ومضاعفة المناورات العسكرية المشتركة في المنطقة.
وأرسل الجيش الأمريكي بصورة خاصة إلى كوريا الجنوبية في الأشهر الماضية الغواصة «يو إس إس ميسوري» العاملة بالدفع النووي وحاملة الطائرات «يو إس إس رونالد ريغان» وقاذفة استراتيجية من طراز بي – 52، في خطوات أثارت كل منها غضب كوريا الشمالية.
وتعتبر كوريا الشمالية المناورات العسكرية في محيطها بمثابة تدريب لاجتياح أراضيها، مؤكدة أن تجاربها الصاروخية هي «تدابير مضادة» ضرورية.
وأجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان مناورة جوية مشتركة شملت قاذفة استراتيجية أمريكية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية الأسبوع الماضي، وهي أحدث أصول استراتيجية تنشرها واشنطن في إطار تعهدها لسيئول بتعزيز الاستعداد الدفاعي.
عقيدة
وتبنت كوريا الشمالية العام الماضي عقيدة جديدة تعتبر وضعها كقوة نووية أمراً «لا رجوع فيه»، وتسمح لها بتنفيذ ضربة نووية وقائية. وينص القانون الذي صدر بهذا الصدد على أنه «إذا كان نظام القيادة والسيطرة للقوة النووية الوطنية في خطر التعرض لهجوم من قوات معادية، فإن الضربة النووية تتم في شكل تلقائي وفوري».
وحذرت سيئول وواشنطن بأن أي هجوم نووي من الشمال سيقابل برد مدمر. وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون-سيك في 14 ديسمبر إنه «إذا أقدمت كوريا الشمالية على أي عمل متهور يقضي على السلام، فإن ما ينتظرها هو دمار مروع