التصاعد الدبلوماسي لأحداث غزة في زخم مستمر، وخصوصًا ما نجده بين غالبية القيادات الأوروبية بعد عرض القنوات الفضائية لجرائم القتل وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وتهجير، وكذا غليان الشعوب الأوروبية، ما جعل قيادتهم تصل إلى قناعة أن الكيان العبري قد وصل إلى مرحلة الإبادة في الحق الفلسطيني.
وفي الجانب الآخر نجد الولايات المتحدة مصرة على تقديم الدعم للدولة الصهيونية، ولا تصدق ما تنقله المنظمات في غزة عن عدد المجازر الصهيونية بدعوى أنها مستسقاة من حماس، لكن في الجانب اليهودي أخذت بكل البيانات في أول الأمر من الذبح الذي ادعاه بايدن وأنه رأى صورًا بذلك ثم عزا الأمر بأن نتنياهو من أخبره، ثم يطلع علينا بكلام جديد بقيام حماس بعملية اغتصابات فظيعة، ومازال الأرعن المصاب بداء الزهايمر والداعم لهذه الجرائم بشتى أنواع الدعم وأولها السلاح الذي لم يتوقف منذ بداية الحرب إلى يومنا.
أما نحن العرب خياراتنا كانت قمة عربية إسلامية بعد شهر من العدوان، وكانت النتيجة قرارات هزلية لا ترتقي لمستوى بشاعة الجرائم في غزة، فمخرجات القمة تشكيل لجان للدوران والطواف حول الدول الدائمة العضوية في عصبة الأمم المتحدة، وكذا تقديم قرارات ثم قرارات لوقف إطلاق النار، وتواجه بتعنت أمريكي باستخدام الفيتو, نحن العرب صرنا لقمة مستساغة بيد بريطانيا وأمريكا، ونحن أكثر شراء للسلاح من الدولتين وأكثر من ينصت حين يتكلم سفهاء الدولتين وأكثر تصفيقا بعد كلام سفهائهم، هكذا نحن العرب، أقصد قادتنا.
نحن اليوم بحاجة إلى قيادة ليست مثل الفاروق عمر، ولا خالد بن الوليد، ولا القعقاع، ولا صلاح الدين، بل نحتاج قيادة حديثة العهد بها مثل الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي أوقف النفط على أمريكا لكي تخضع وتتوسل وتترجاه للعدول عن قراره بسبب ما أصاب أمريكا من شلل، بل العالم، بسبب هذا القرار، وكان الملك فيصل يقول: إننا نعتبر قضية فلسطين قضيتنا وقضية العرب الأولى، وإن فلسطين بالنسبة لنا أغلى من البترول كسلاح في المعركة إذا دعت الضرورة إلى ذلك، وإن الشعب الفلسطيني لا بد وأن يعود إلى وطنه حتى ولو كلفنا ذلك أرواحنا جميعاً”.
القيادات العربية اليوم لديها الكثير من الأسلحة لاستخدامها لوقف هذه الجرائم، فالقدس ليس مِلكًا لفلسطين وحدها، بل لمليار وأكثر من مليار من المسلمين، وقيادتها لديهم الكثير وهم أعلم بذلك، ولكن ليس لديهم الشجاعة لاتخاذ ما لديهم سوى قرارات حبر على ورق لا غير