افتتاح الأكاديمية العسكرية العليا في عدن ليس حدثا عابرا وعاديا، بل هو حدث تاريخي بارز ومهم للقوات المسلحة وللجنوب بشكل عام.
الأهم أن يفتتح هذا الصرح العلمي العسكري العالي اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ولهذا رمزية سياسية لا تخفى على لبيب.
لم أطلع بعد على هيكل ومهام هذه الأكاديمية…لكن المعروف أن هذه الأكاديمية هي أعلى منشأة تعليمية عسكرية عليا وتتكون عادة من:
كلية القيادة والأركان وهي المتخصصة بتأهيل القادة والاركان بعد الكلية العسكرية وبعد تجربة قيادية إلى المستوى – المتوسط في سلم القيادة، وعادة ما يلتحق بها الضباط في رتبة النقيب أو الرائد .
كلية الحرب العليا وهي الكلية المعنية بتأهيل القادة العسكريين على المستوى إلاسترتيجي،الحاصلين على ماجستير كلية القيادة والأركان، وغالبا ما يلتحق بهذه الكلية كبار الضباط من رتبة عقيد فما فوق.
كلية الدفاع الوطني وهي المعنية بتأهيل القادة الحاصلين على ماجستير كلية القيادة والاركان للمستوى الاستراتيجي العام في كافة المجالات ليس فقط في المجال العسكري والأمني بل وكذلك السياسي والإداري المدني والاستراتيجيات العامة محليا واقليميا ودوليا.
وتمنح كليتا الحرب العليا والدفاع الوطني للخرجيين زمالة الكلية،. والجدير بالذكر أن زمالة كلية الدفاع الوطني تعادل الدكتوراه في بعض الدول كسورية باعتبارها المستوى الأعلى للتعليم العسكري والسياسي الاستراتيجي…وغالبا ما يلتحق بها بعض خريجي كلية الحرب العليا.
مركز الدراسات الاسنراتيجية للقوات المسلحة، وهو المعني بالدراسات ذات الطابع الاستراتيجي في القوات المسلحة.
الخلاصة: يكتسب افتتاح الأكاديمية العسكرية العليا في عدن أهمية سياسية وعسكرية بالغة ونقطة تحول مهمة وخطوة نوعية راسخة لبناء وتأهيل القادة على أسس علمية وطنية وحديثة، ليس فقط منذ حرب 2015م حيث ظل الحوثيون يحتكرون السيطرة على المؤسسات المركزية الهامة بما فيها الأكاديمية العسكرية العليا ،في ظل تراخي وتخاذل سلطة الشرعية في نقل أو إعادة بناء هذه المؤسسات في عدن، بل ومنذ عام 1990 وتحديدا منذ 1994حين تم إلغاء مدرسة القادة والأركان في عدن وتحويلها إلى “معهد الثلايا” في اطار سياسات نظام صنعاء للقضاء على مؤسسات الدولة الجنوبية العسكرية والمدنية.