اعترفت إدارة ميناء عدن (جنوب اليمن) عبر إدارتها الإعلامية بتراجع نشاط الميناء، بعد تأكيدات ملاحية وعالمية كشفتها مصادر المعلومات المفتوحة.
وبات رصيف ميناء عدن منذ الأسبوع الماضي، خاويًا من الحاويات وسفن البضائع لأول مرة، منذ عقود، مقابل تشغيل ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة جماعة الحوثيين بكامل طاقته القصوى.
ورغم الأسباب التي ساقتها الإدارة الإعلانية لميناء عدن، إلا أن خبراء الاقتصاد وصفوا تلك الأسباب بأنها ”واهية وغير منطقية”.
وقال الصحفي المهتم بالشئون الاقتصادية، ماجد الداعري، إن إدارة الميناء أرجعت الفشل إلى أسباب واهية وتسخيفًا للعقول، ولم تتطرق إلى الأسباب الحقيقية لتراجع النشاط الملاحي للميناء.
وأشار الداعري إلى مقاطعة الشركات والخطوط الملاحية الدولية الكبرى لميناء عدن؛ نتيجة التحديات الأمنية المرتبطة بعمل الميناء وفوضى جمارك النقاط الأمنية وصعوبات إخراج الحاويات من الميناء وايصالها إلى مناطق الحوثيين شمالًا، كأسباب حقيقة للاحتضار الملاحي الذي يعيشه ميناء عدن، بحسب الداعري.
وأضاف، أن من بين الأسباب عوامل مرتبطة بالحرب وتداعياتها التي وضعت الميناء في تصنيف الموانئ الأكثر خطرًا بالعالم، وتعمد الحكومة اتخاذ قوانين عبثية من شأنها مضاعفة تدمير الحركة الملاحية للميناء.
لافتًا إلى أن من بين تلك القرارات مضاعفة قيمة الدولار الجمركي إلى 750 ريالا مقابل 250 ريالا بميناء الحديدة، أي بزيادة أكثر من ثلاثة أضعاف.
وفنّد الداعري مبررات التهديدات الحوثية للتجار، والتي ذكرها إعلام ميناء عدن، كسببٍ لتوقف نشاط الميناء وقال: ”لا نغفل حقيقة أن هناك تجار فعلًا مورست عليهم تهديدات حوثية ومُنعت بضائعهم من الدخول إلى مناطق الحوثيين الأكبر سوقًا وقدرات شرائية بأضعاف من مناطق الحكومة الرخوة، لكن أولئك التجار لا يشكلون رقمًا في حجم التراجع الكارثي لنشاط ميناء عدن”.
الخبير الاقتصادي استغرب تجاهل إدارة ميناء عدن الاعتراف بحقيقة فوضى الجبايات غير القانونية، وأن النقاط الأمنية المرتصة من داخل الميناء حتى آخر نقطة في مريس بمحافظة الضالع، كلها تجعل من التجار وسائقي القاطرات عرضة للابتزاز والجبايات.
وأوضح أن هذه الجبايات لا يمكن أن تشجع أي تاجر على الاستيراد عبر ميناء عدن، بل يفضل الهروب نحو الاستيراد عبر موانئ سلطنة عمان، ونقل حاوياته برًا عبر منفذ صرفيت وطريق (المهرة – المكلا – مأرب – صنعاء)، باعتبار ذلك أكثر أمانًا وأقل كلفة من الاستيراد عبر ميناء عدن.
كما تطرق إلى حديث إعلام الميناء عن مفاجآت غير واقعية وغير حقيقية تتعلق باستقبال سفن الجيل الخامس والسادس، رغم أن رصيف الميناء وقناته تحتاج للتوسعة والتعميق الذي لم يتم بسبب اندلاع الحرب.
واختتم الداعري حديثه بالإشارة إلى أن ميناء عدن يلفظ أنفاسه الملاحية الأخيرة مع الأسف، في ظل فشل إدارته في مهامها الإدارية والتسويقية، وحتى الإعلامية.