لسنا هنا بصدد الدعاية الاعلانية للبن اليافعي الأصيل المتميز بمذاقه الفريد، لانه اساساً وببساطة مشهود له منذ القدم، ومن محبي القهوة وغيرهم في الداخل والخارج،من دون دعاية او اعلان، وكما يقال الشيء المميز يشهر نفسه، والبُن اليافعي الأصيل، لم يحصل قط الترويج له،فشهرته جاءت عن طريق الكرم والاهداء التي تميز بها الاباء والاجداد، لكل من يحلّون عليهم ضيوفًا في ديارهم، وكذا بطرق الارسال للاهل والاقارب والاصدقاء المقيمون خارج وطنهم، وصارت هذه الطريقة احدى طرق تناقله واشهاره بين الآخرين،ومن دون قصد تسويقه. وبالرغم ان البُن اليافعي الذي يعد من اجود انواع البن العالمي، واحد الروافد الاقتصادية التي تعود على البلد بالعملة الصعبة،الا انه تعرض للاهمال المتعمد من قبل الدولة نفسها ، خلال العقود الخمسه الماضية، حيث لم تقم بالدعم اللازم للمزارعين،ومساعدتهم بتوفير المتطلبات اللازمة منها:_ توفير المياة، بايجاد طرق بديلة لمياة الامطار الموسمية،وكذا دعمهم بالاخصائين،والمرشدين الزراعيبن، لمساعدتهم على اتباع الطرق العلمية لزراعته، وطرق وقايته من الحشرات والأفات الزراعية الضارة بالاشجار والمحاصيل، التي تحتاج الى توفير المبيدات الحشرية المناسبة، الغير مغشوشة او مهربة واستخدامها بطرق عملية، و كذا طرق تسويقه وغيرها.. وهذا ما عكس نفسه على المزارعين، وعلى اشجار البن نفسها، التي تعرضت للجفاف،والحشرات،مما ادئ الى تدمير عشرات الآلاف من الأشجار تدميرًا كاملًا ،وهو ما اجبر الكثير من المزارعين على استبدالها باشجار القات. ولو كان دور الدولة، والمختصين حاضرًا لما حصل هذا التدمير. وبما اننا في مرحلة جديدة، تتطلب تنويع مصادر الاقتصاد، لا سيما في ظل الغياب الشبه تام للدولة والحكومة، يتطلب حضور دور ومواقف الشرفاء والمخلصين للقيام بهذه المهمة، وهم كُثر، إذا ما وقف إلى جانبهم الخيّرين من جميع شرائح المجتمع الجنوبي، وهذا التفاعل والالتاف لن يأت الا من خلال حملة إعلامية قوية ومنظمة، وذات فعالية، لاحداث صحوة عامة، سواء كان في اوساط المسؤولين في الدولة الغائبة، والمختصين بشكل خاص، وبين اوساط الشعب بشكل عام، ليتشكل من هذه الصحوة ثورة حقيقة تعيد للبن اليافعي امجاده، حتى يغدق علينا بمحاصيله الوفيرة القادرة على انعاش الاقتصاد الوطني ليعم النفع والخير على الوطن والمواطن على حدً سواء.