نمتع النظر برؤية الاحمر القاني وتنقلنا نكهة ذلك الذهب الخام بني اللون لنحيا نخوة الجود ونحن نتجول بين اركانه المتناسقة، التي تحوي – ان جاز التعبير – فجوة زمنية تبين ثقوب الفصل بين حاضرنا وماضينا العريق، مبيّنة سُبل الوصال والمضي قُدماً …
ثلاثة ايام نقضيها بالتنقل رويداً رويداً، نعيد عقارب الزمن ردهة للماضي لنطالع حكايته مع الاسلاف، بوجود شواهد مقتنيات الاباء والاجداد الذين استخدموها في التعامل تمهيداً لاستقبال بذرتها، والاعتناء بشجرتها الى ان حان طيب المجاني، مرورا بطرق التجفيف والخزن، وصولاً لمرحله التصنيع ببدائيتهم البسيطة الادوات، الى التحضير لطيب المذاق مروّق البال…
وللبيع بدائيته – يستصعب علينا تسميتها بالتسويق – فلها كذلك بساطتها التي اتسمت بها نقلا وترويجا وبيعاً او مقايضة ستجدون ادوات تحاكي عملية الاتجار هذه هناك..
مشوار طويل تتعدد مراحله وتقترن كل منها بظروفها الخاصة ووتطلب سبل مغايرة و ادوات بذات التغيرر حتى نصل لقدح القهوة التي نتناولها ببساطة كل صباح..
في معرض البن الوطني منتصف ديسمبر المقبل في العاصمة عدن لن يقتصر العرض على المراحل التي اوجزنا سردها سلفاً، بل نحاول مزج اصالة الماضي بوسائل تقنية العصر مع الحفاظ على كيِـف ومذاق قهوة ( البُن اليافعي ) الشهير.. وابتكار طرق جديدة لتسويقه عالمياً….
سنجد هناك مزارعين عدّة من ارياف الوطن، ومؤسسات وجمعيات وكافيهات بل وشركات، تتسابق بعرض مُنتج البُن باصنافه المختلفة لتحظى بنيل اهتمامكم، وتلبية رغباتكم انتم سعادة الزائرين الكرام..
وللابداع ركنه هناك اذ يلفت انتباهكم اولي المواهب الابداعية التي أُنتقت بعناية كونها مثمرة تعود بالنفع ووجب تشجيعها، أرتبطت بالبن او بغيره من الاهتمامات..
سيتناول الجميع هناك اقداح البُن بصنفه المحبب للراغب، وله يذوق مايريد، لتقيّم اذواقكم الصنف الراقي الفريد، ومعكم سنبذل لخدمة زراعة البن وتشجيعه المزيد والمزيد..