لقد قدم شعب الجنوب التضحيات الجسيمة وواجه أقسى وأشد الحروب الاحتلالية العسكرية الظالمة، والدسائس والمؤامرات وحرب الإبادة المعيشية والخدمية الجماعية منذ عام 1990م وحتى الآن، وقد ظل وما زال وسيظل قابضًا على مبادئه وممسكًا بهدفه وحقه في استعادة دولته الجنوبية كاملة الحرية والسيادة والاستقلال على حدود عام 1990م. وفي الحياة الحرة والعيش الكريم سيدًا على أرضه ومالكًا لقراره الوطني وثروات بلاده، على هذا الأساس فَوَّض المجلس الانتقالي ممثلًا له، ولا يمكن له أو لممثله القبول بما هو دون ذلك، وبما هو دون أن يكون لقضيته الجنوبية مسارًا خاصًا في أي تسوية أو مفاوضات قادمة، وفي كل الأحوال إن لم يكن كذلك، على ممثله أن يعود إليه إذ هو -شعب الجنوب- صاحب الحق والقول الفصل في تقرير مصيره ومصير أجياله اللاحقة. نشرت صحيفة “الأيام” في عددها رقم «7847» ليوم الخميس 11/16 مسودة وبنود التسوية السياسية الشاملة في اليمن، موزعة على 3 مراحل وعلى نحو ما هو مبيَّن في بنود كل مرحلة من مراحلها. جاء في مهام المرحلة الأولى ومدتها ثلاثة أشهر عدد من المهام ومنها: « السماح للحكومة الشرعية بتصدير النفط والغاز، للمساهمة في تغطية دفع المرتبات وما نقص من ميزانية المرتبات تتحمله السعودية»، والمقصود مرتبات موظفي الحوثي ومِن ثروات الجنوب، و« تشكيل لجنة اقتصادية لوضع تصور كامل للوضع المالي والاقتصادي في البلاد، و« تشكيل لجنة عسكرية وأمنية لرفع تصور كامل للملف الأمني والعسكري » ودون أن يشار في ذلك من يشكلها! وجاء في مهام المرحلة الثانية ومدتها من 3 أشهر – 6 أشهر «الحوار والتفاوض بين الحوثيين والحكومة الشرعية -ولم تذكر المجلس الانتقالي على أهمية المهام!- الاتفاق على طبيعة وإدارة المرحلة الانتقالية، وتحديد الوضع الأمني والعسكري وخروج القوات الأجنبية». وجاء في مهام المرحلة الثالثة ومدتها عامان” كمرحلة انتقالية وفيها «يجري حوار يمني – يمني موسع بحيث يشمل (كل المكونات السياسية المختلفة!) وقد صار الانتقالي وفقًا لذلك (مكونًا كبقية المكونات!) تناقش فيه: القضايا الخلافية وأهمها (شكل الدولة) والسلاح والمؤسسات و(القضية الجنوبية!!) والعدالة الانتقالية وفق قانون جبر الضرر»، وقد غابت القضية الجنوبية وصارت مجرد قضية خلافية بما هي قضية مركزية قضية شعب ووطن ودولة، في تهميش وانتقاص واضح لا تخطيه عين. وجاء في منشور للمحلل السياسي خالد النسي على منصة “إكس” توصيف دقيق لذلك خلاصة مضمونه: «أن المجلس الانتقالي لن يكون مكونًا مستقلًا يمثل شعبًا وقضية مستقلة، بل سيكون مكونًا ضمن الشرعية، وستكون القضية الجنوبية مثلها مثل بقية القضايا الأخرى» وعلى نحو ما ورد في المنشور الذي أعادت صحيفة “الأيام” نشره في العدد والتاريخ أعلاه. وجاء في مقال قاسم عبدالرب العفيف نشرته صحيفة “الأيام” عدد يوم السبت 11/18 تحت عنوان (سلَّموا الجمهورية للإمامة وليسلَّم الجنوب للسلاطين) صنعاء اختارت حليفها والجنوب سيختار حليفه، وعلی نحو ما ورد في المقال، وهو -الحليف- كنا قد أشرنا إليه مقال نشرته صحيفة الأيام عدد يوم الثلاثاء 31/10 بعنوان ((القوى والمصالح عنوان عالم اليوم)) ، جاء فيه: «الانتقالي ربما لم يصل بعد إلى حليف دولي قوي وفاعل ظهيرًا للجنوب وقت الحاجة، على غرار الاتحاد السوفياتي أيام دولة الجنوب». وفي السياق إن ما يؤسف له أن يجري كل ذلك، والجنوب في أسوأ مرحلة ما عاشها حتى أيام عفاش، وعلى نحو ما وصفه الباحث في الأكاديمية الروسية الدكتور علي الزامكي ونشرته صحيفة “الأيام” في عدد سابق… الشكر والتقدير للمنبر الحر صحيفة “الأيام” العريقة، على مواكبتها المستجدات أولًا بأول، بمهنية صحفية عالية، وحرص وطني على الجنوب يتحدث أبدًا عن نفسه، ولله الأمر من قبل ومن بعد..