الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه، والحمدلله دائماً وأبداً بفضله تتم النعمات وبفضله وتوفيقه حققت حلمي اليوم، لقد كان الحلم يوسفي الطموح، يعقوبي المشقة، نحنا لها وإن أبت رغماً عنها أتينا بها… بعد تعب شاق دام لسنوات لم يكن هين، تعب احاطنا من كل جانب، سواء ظروف اقتصادية مرت بالبلاد أو ضروف شخصيه وحروب وانفجارات رافقتنا طوال الرحله والضروف التي لازالت ترافقها بعد تخرجنا من صعوبة العمل الذي لاتستطيع توفير ابسط متطلباتك منه وقفت اليوم في حفل التخرج وبالكرفته المستعارة وبحذائي المستعار وبشميزي المستعار وساعتي المستعارة والبنطلون الذي اردتيه لقد كان مستعار أيضاً من أحد اصدقائي المقربين، وقفت بطموحي المنهار في بلد لايتقدر فيه اصحاب التخصصات والشهادات العليا فما بالك بنا نحن أصحاب الشهائد البكالوريوسيه التي لا تسمن ولا تغني من جوع في بلدنا هذا الذي دمرته الحروب والمناطقية والواسطات وأصبح فيه من لايستحق أن يصبح مسئولاً قائداً علينا وأصبح المتعلمون فيه لايجدون ما يسدون به حاجاتهم في بلد حلت علية اللعنه…
اعتذر لكم يا أصدقاء عن الحقيقة التي سوف تعايشونها بعد تخرجكم وبعيداً عن أحلامكم الوردية.. اعتذر لكم نيابة عن صعوبة العيش ، وعن مرارة الحياة بعد تخركم ، وعن الحياة التي تزداد قسوة عليكم كل يوم.. اعتذر لكم يا أصدقاء الآن لقد حاولتُ أن أصبح صديقاًجيداً لكنني فشلت … أعتذر لكم اليوم نيابة عن كل صديق جيد رحل سريعاً دون أن يجد وقتاً كافياً للإعتذار اعتذر لكم يا اصدقأ لقد كنت غبياً حين صادقت وحفظت الاشتقاقات والقوانين أكثر مما حفظت وجوهكم تلك الاشتقاقات والقوانين التي لم ينتفع بها أصحابها ، وتركنا الزملاء الذين أصبحوا أرقاماً مهمة في حياتنا… لقد نسيت كل الاشتقاقات والقوانين الآن على الرغم أنني ما زلت أحفظ اشتقاقات وقوانين أصعب منها .. أحفظ عدد الثقوب في أول بنطال ارتديته في الجامعة.. وأحفظ عدد الأيام التي غبتها مخذولاً من نقص مصروفي فيها وأحفظ عدد الليالي التي نمتها مقهورا من الجوع و الظلام وأنا أحضن ملزمتي التي تخبرني في كل ورقة بأن العلم نور ولكن كان غير ذلك في بلدي”… لكن ما أود أخباركم به اصدقائي لقد خرجنا من قلب الصعاب بالقوة و بالثقة بالله، لايهزمنا ضرف ولايعيقنا كلام ولايحطمنا شخص، وسنكون باذن الله مانريد يوماً ما… اهدي تخرجي قبل كل شي الى شجرتي التي لاتذبل الذي اوصلني إلى ما أنا عليه وبدونة كنت لاشيء إلى من اعطاني ولازال يعطيني بلاحدود إلى من رفعت بهِ رأسي ولا أزال ارفعه عالياً افتخاراً به الذي لم يكن يوماً رجلاً عادياً والدي وتاج راسي #صالحراشداحمد_عبدان صالح بن عبدان والى تلك الشامخه المضحية التي رائتني بقلبها قبل عينيها، إلى الظل الذي أوي اليه في كل حين إليكِ أمي الغالية.. والى اخواني واختي هم سندي الذي بذلوا ومازالوا يبذلون معي ، وإلى زوجتي الغاليه التي كانت خير سند لي في النصف الأخير من مراحل الدراسة.. الى اصدقائي الاعزاء والرائعون إللى من شجعني في مواصلة حلمي سواء بالقول أو بالكلمه أو بمساعدتي في بعض أموري المادية والى من قدرني في عملي. كوني لازلت طالباً وأتاح لي الوقت في أيام الامتحانات والاختبارات شكراً لكم جميعاً سيظل جميلكم مغروس في أعماق قلبي. الى كل من حضر حفل تخرجني وشاركني الفرحه شكراً لكم جميعاً…