قد لا أكون الوحيد من ينتقد هذا الموضوع، ولا القصد من ذلك النقد الأخبار الرسمية للقيادة العليا، وحرصا منّا على طرح النقد في الوقت الذي لم نجد فيه قيمة لما ينشر من أخبار لأنها لم تحقق أي نتائج في أرض الواقع، فمعظمها أخبار لا تهتم في قضايا الناس أو تعمل على تحسين خدماتهم أو تساعد في تخفيف معاناتهم في ظل هذه الظروف القاسية…
إن ما نتابعه اليوم من أخبار كالسيل الجارف والتي تتمثل في الاجتماعات واللقاءات والمناقشات والزيارات لا يتعدى مداها خارج إطار مواقع الأخبار ووسائل التواصل، ولذلك لم تجد أي اهتمام من قبل الكثير من المتابعين باعتبار ذلك ترفيها فقط لا غير غلب عليها طابع الظهور أكثر مما يحتويه المضمون، وعلى هذا الحال “كلما صفت غيّمت” فيأتي اليوم الثاني بسيل آخر من الأخبار ولم نرى أي معالجات للقضايا الأساسية أو العمل على إيجاد الحلول الممكنة لها وخاصة القضايا التي تخص الجانب المعيشي والخدمي للمواطن.
يتحدث الكثير من الناس عن هذا الموضوع الذي برز في المشهد حاليا واحد من الأصدقاء يقول: لو كان كلما ينشر من أخبار تنفذ على أرض الواقع أو حتى 1 % منها لكانت بلادنا تنافس البلدان المتطورة، فقلت له: يا صديقي لا ننظر إلى المستحيل، فالمشكلة ليست هنا بل أن كل هذه التحركات التي تنشر في وسائل التواصل المختلفة كل يوم من المحتمل أن لها ميزانية مالية كبيرة لو اعتمدت للجانب التربوي كحلول داخلية مؤقتة بالمحافظات الجنوبية لما وجدنا هناك مشكلات بالتعليم، وبنفس الوقت يجد الناس عملا ملموسا على الواقع بوضع تلك الحلول…
نتمنى من القيادة العليا للمجلس الانتقالي أن تعمل الحلول الممكنة لإنقاذ التعليم لكون التعليم من الأولويات وذلك بوضع صناديق خاصة بالمحافظات والمديريات لدعم العملية التعليمية والعمل على تقليص الميزانية التي تقدر بالملايين شهريا ويتم إهدارها دون فوائد في لقاءات واجتماعات وزيارات شكلية وتوريد تلك الميزانية في صناديق دعم التعليم قبل الانهيار الكلي…