لا يمكن لأحد أن يشعر بحجم الحزن والفقد بقدر قلب أم وأب فقدا ابنهما، ولا أحد سيشعر بكمية القهر الأليم الذي يصعب الوصف إلا عندم ا يفقد ابنه بتلك الطريقة المروعة التي اغتيل فيها سالم، ومن دون أي ذنب.
الرفيق حامد أحمد لملس محافظ عدن، ووزير الدولة أتمنى أن تضع سالم سيف سالم بكير بموضع نجلك محمد ولو للحظات، لأن معايشتك تلك اللحظات ربما ستحررك من ضغوط السياسة والجغرافيا التي ربما تمارس عليك من مراكز قوى سياسية أو اجتماعية، ونحن ندركها، لكن املنا فيك لا يتغير.
عاقبوا الذين قتلوا بكل برود شاباً بريئاً على قارعة الطريق، وبعيداً عن لغة الضغوطات بمختلف أنواعها ووفق القانون، لينفذ ضدهم جميعاً العقاب كلا حسب مستوى مسؤوليته ومن دون استثناء.
ألا يستحق أب وأم وأخت وأخ مكلومون من أن يحاسب من أفقدهم ابنهم!!، ألا يستحق طفلي سالم اللذين حكم عليهما القتلة باليتم وزوجته بالتأرمل!!!.
حقق العدالة لسالم وذويه فعلاً يا رفيق حامد، ولتكن الأب قبل أن تكون المسؤول، لتكون العدالة لسالم وغيره من المغدور بهم قتلاً مدخلا وبداية لحلحلة وحسم كل الجرائم التي نفذها المجرمون والقتلة ضد أناس أبرياء رحلت أرواحهم إلى السماء وهي تقول لعنت الله على من أزهقها ظلماً وإثماً، وتفكر جيدا بعقاب الله في حق الراعي على رعيته.
ولا تنسى لولا تدخل عناصر هي بالاصل امنية تمكنت من متابعة خيوط الجريمة والقبض على الجناة الذين نفذوا جريمة القتل بحق إنسان بريء على قارعة الطريق وخلال ساعات لكانت القضية قد قيدت ضد مجهول، اذن طالما عرف القتلة والمتورطون في قتل سالم المطلوب تحقيق العدالة لدم سالم وكل دم ازهق ظلماً ووفق القانون الذي نؤمن به ولا زلنا متمسكين باجراءاته العادلة.
لكن محاولة البعض في ربط قضية (أخذ)متهم متورط ومشارك بجريمة قتل إنسان بريء وفرار، ثم قاموا بتسليمه للسلطات، ذلك الربط بين القضيتين الذي يسعى اليه البعض بهدف تحقيق مكاسب لجاني في موقع وظيفي مسؤول ليعود الى منزله وينعم بكل سبل الراحة على حساب دم آخر مقتول..وفي الوقت الذي لم تكتمل فيه حتى اجراءات القضية بكل جوانبها القانونية والتكنيكية، تصبح تلك مقايضة ظالمة وغير اخلاقية ولا قانونية أيضاً.
إذن، ليتم اخذ كل قضية بشكل منفصل عن الأخرى، وليس الثانية مقابل التساهل مع الجناة الذين نفذوا وشاركوا في الأولى (القتل).
كن أباً لسالم يا رفيق حامد كما عهدناك، كما أنت أب لمحمد، هذا كل ما يطلبه منك أولياء دم سالم وكل مجني عليه قتل بالظلم نفسه..
يارفيق حامد حين ستجتهد في هذه القضية انصحك ان تجتهد وأنت متجرد من أي ضغوظ متعلقة بالسياسة والجغرافيا، لا غير ضغوط الحق والعدالة، فالجميع يعول عليك، أولهم أولياء دم سالم وكل أهله ورفاقه وكل أصحاب المظالم، ولن أبالغ أن قلت لك: إنه رغم معاناة الناس في كثير من الجوانب، الا أنك المحافظ الوحيد منذ فترة طويلة الذي لا زال الناس متفائلين به، ويأملوا فيك خيراً..
فكن كذلك. ولا تخيب ظنونهم..