الجمعة , 22 نوفمبر 2024
كتب / ناصر التميمي
لست ادري من اين ابدأ كتابة مقالي ،لست ادري لماذا يعاقب شعب الجنوب ؟ ،لست ادري ماذا تعمل حكومة المناصفة المفروضة علينا؟ لست ادري اين اختفى مجلس القيادة الرئاسي ،لست ادري ماهو موقف التحالف العربي مما يجري لشعب الجنوب ؟لست ادري لماذا الكل صامت عن ما يجري لشعبنا ؟ اعتقد أن مايجري اليوم في الجنوب من سياسة خبيثة في تجويع ممنهج للشعب هو يندرج ضمن مخطط شرير وخبيث أعد بحنكة قبل بضع سنين وتقف خلفه القوى في العربية اليمنية الشقيقة، ومن خلفها بعض المرتزقة من بني جلدتنا تحت عباءة بعض الدول التي لا تريد للجنوب الاستقرار والخير ،والذين تارة يتمقصون دور سخيف في تزعم بعض المكونات الكرتونية وأحيانا يلعبون دور السلحفاة النائمة تحت الرمال وهذا الدور هو الأخطر على مستقبل قضية شعب الجنوب .
نحن في الجنوب عانينا الكثير والكثير من القوى اليمنية سواء قبل الوحدة المذبوحة أو بعدها ,لقد كانت كارثة على شعب الجنوب بما تحمله الكلمة من معنى ،وما تعانيه اليوم هو امتداد لهذه الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها قيادة الجنوب السابقة، عندما سلمت الشعب كاملا لدولة الغاب والقبيلة التي اعادتنا إلى القرون السابقة ،من خلال تجريف مؤسسات الجنوب ونهب خيراته ،وبعد توقيع اتفاق الرياض بين الإنتقالي والشرعية اليمنية تعشم الشعب في الجنوب خيرا طالما أنه أشرف عليه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ،واعتقد المواطن الغلبان أن الأمور سوف تتحسن من الناحية الاقتصادية ،اذا به يتفاجأ بعد حوالي خمس سنوات من التوقيع على هذا الأتفاق الذي ذهب ادراج الرياح، ولم يبقى منه إلا حكومة المناصفة التي أصبحت وبالا على الشعب الذي حولت حياته إلى جحيم وبؤس وهم يتفرجون من شرفات قصر المعاشيق على مايجري من حرب في الخدمات والإقتصاد ،وتدهور العملة والإرتفاع الجنوني للأسعار ورئيس حكومة المناصفة الفاشلة ووزراءه كل يغني على ليلاه ،والشعب يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة ولو حتى كوب ماء.
نحن شركاء مع التحالف العربي ،ليس من أجل أن يهان شعبنا ويموت وهو يبحث عن لقمة يسد بها رمقه في صندوق القمامة ،نحن شركاء معهم وقاتلنا جنبا إلى جنب معهم من أجل ابعاد شبح المليشيات عن المنطقة اولا ثم اعطاء الجنوب حقه في تقرير مصيره ونجحنا في ذلك في فترة وجيزة بينما هناك من فشل في تحقيق أي مكسب عسكري أو سياسي في العربية اليمنية ،تسع سنوات من الحرب والجنوب محرر ومؤمن بقوات الجنوب المسلحة ،الا أن هناك من يعاقب هذا الشعب من خلال حرب الخدمات وقطع الرواتب والتلاعب بصرف العملة المحلية المنهارة أصلا ،في ظل صمت غير مبرر من مجلس القيادة الرئاسي الذي ولد مشلولا ولايزال في غرفة الإنعاش ،ولا ندري لماذا التحالف العربي صامت ولم يقم بدوره في الضغط على هذه الحكومة التي ذبحت الشعب بدون شفقه وتغييرها .
بالله عليكم مالفائدة في بقاء حكومة عمياء لاتبصر ما حولها وعجزت عن تقديم الحلول ؟ لقد اعطيت الفترة الكافية ولو كان رئيس الوزراء صادقا ولديه الرغبة في تقديم الخدمات للجنوب لفعل ذلك ؟لكنه لايريد الخير للجنوب ولا يزال يتعامل مع الجنوب بأنه الفرع الذي عاد إلى الأصل هكذا كل المسئولين من العربية اليمنية يتعاملوا معنا في الجنوب كشعب من الدرجة الثالثة والخامسة ليس لهم الحق في التمتع بخيرات بلدهم التي تذهب مع الأسف الشديد إلى قيادات الدولة في الخارج وسفرائها بينما الشعب يسير نحو حافة الهاوية غير مأسوف عليه ولا احد يدري بما يجري له من هذه الحكومة التي هي ساطور مسلط على رقاب الشعب، وللأسف أن هناك من يدعمها لمعاقبة الشعب من قبل بعض الدول التي مازالت تدافع عن سراب هذه الحكومة .
شعب الجنوب صبر بما فيه الكفاية وصبره نفذ بعد الذي ما حصل له ومازال يعذب من كل النواحي سنوات وهو يصرخ بأعلى صوته ولم يسمعه احد، لماذا لا ندري ليش الكل مرفع المرايات ؟ وكأن الأمر لايعنيهم، لا مجلس قيادة، ولا تحالف ،ولا حكومة مناصفة، الكل لم يعد يسمع أنين الثكالى ولا الغلابى ولا أسر الشهداء ولا الجرحى الكل تخلى عن مسئوليته في هذا الوقت الصعب والمرير الذي فيه الكل بطونهم خاوية تبحث عن من يسد رمق جوعها ،وهنا انا أجدها فرصة سانحة لأن أناشد قيادتنا السياسية في المجلس الإنتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي أن يتخذوا ماهو مناسب من قرارات لإنقاذ الشعب وإخراجه من عنق الزجاجة الذي وقع فيه في غفله من الزمن ونحن على ثقة كبيرة في القائد ابو قاسم بأنه سيتخذ القرار المناسب وفي الوقت المناسب ،والذي يصيب هذه القوى التي تمارس حربها الإقتصادية المسعورة من أجل تركيع الشعب ليقبل بأنصاف الحلول فإنهم واهمون ويضربون على حديد بارد ،فشعب الجنوب قرر مصيره ولن يتراجع عنه مهما كانت التضحيات خلف المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزبيدي ممثل قضية شعب الجنوب،الكل في الجنوب يرى أنه لن يتعافى من هذه الكارثة والمحنة التي أصابته الا برحيل الجلاد اليمني من قصر المعاشيق ،وفرض الحكم الذاتي داخل الوطن ،اما اذا استمر الحال على ماهو عليه فإننا سنذهب إلى المجهول الذي يريدنا أن نذهب إليه أعداؤنا وهم كثير ،ويمارسون سياستهم القذرة على الجنوب ولن يتوقفوا مادام نحن شركاء معهم في أكذوبة حكومة المناصفة التي تحولت إلى شبح يطاردنا في مكان .
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024