يقال إن لكل زمان رجاله ،ولكل ثورة أبطالها ،مع اندلاع الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر المجيدة من جبال ردفان الشماء في عام 1963م ،كانت بحاجة إلى من يساندها من رجال الجنوب ويدعمها بالمال أو الكلمة او الصوت ،فظهر حينها كثير من المناضلين والمناضلات الذين يجيدون فن الخطابة بالقاء الخطابات الحماسية لإثارة حماس الجماهير ،ليس هذا فحسب بل بزغ كثير من الشعراء الذين ساندوا الثورة بالقصائد الحماسية التي كانت كالرصاص الحارق الذي يسقط على رؤوس المستعمرين الإنجليز كالشاعر لطفي جعفر امان وادريس حنبلة وعبدالله عبدالكريم وأحمد نسير، وغيرهم الكثير لايتسع المجال لذكرهم ،ناهيك عن الفنانيين العملاقة الذين ابدعوا في تلحين وغناء الأناشيد الحماسية التي كان لها أثر كبير في نفوس الجماهير المتعطشة للحرية من الإستعمار البريطاني ومنهم محمد العطروش والمرشدي وأحمد قاسم وخليل محمد خليل وآخرين ،وهذا كان له صداه وأثره النفسي على الجماهير التي ثارت وساندت الثوار في السهول والجبال والوديان وأزقة المدن والقرى .
ومع اندلاع الشرارة الأولى لثورة الجنوب السلمية ضد الإحتلال اليمني في 2007/7/7م برز الكثير من الكتاب والصحفيين والشعراء والإعلاميين ،الذين هبوا من أول يوم اندلعت فيه شرارة الغضب الجنوبي في مقارعة الإحتلال اليمني الهمجي على اعتلاء منصات ساحات النضال الوطني لالقاء الخطابات والبيانات النارية والحماسية لتهييج الشارع الجنوبي ضد نظام العربية اليمنية وجحافله الغازية ،التي أمعنت في استخدام القوة المفرطة من قبل نظام الإحتلال اليمني ،الا أن هناك من رجال الجنوب الأوفياء الذين كانوا يحملون اكفانهم في أيديهم من أجل قضية شعب الجنوب التواق للحرية ،وانا في مقالي المتواضع الذي سأتحدث فيه عن أحد مناضلينا الأوائل في الثورة الجنوبية السلمية ،انه الاستاذ المناضل والإعلامي القدير أحمد بامختار صاحب الصوت الجمهوري الذي زلزل عروش الإحتلال بكلماته القوية من خلال قراءته لأغلب البيانات التي كانت تصدر عن كل فعالية أو مليونية تقام في مدينة المكلا معقل الثوار .
انا شخصيا مازلت اتذكر تلك اللحظة التي اعتلى فيه المناضل بامختار منصة الفعالية في ساحة الحرية بالمكلا في عام 2009م بعد أن ألقى الأخ فادي باعوم كلمة نارية وحماسية والجماهير تهتف بصوت عالي بلغ مداه إلى قصور وأبراج نظام صنعاء العاجية بالروح بالدم نفديك ياجنوب والذي أصحاب حكام صنعاء بالجنون ،وبعد أن أكمل الأستاذ فادي باعوم خطابه طرح المايك ولم يستطع أحد أخذه لمواصلة الحديث في الجماهير الثائرة في تلك اللحظة التاريخية والفارقة من تاريخ الجنوب خوفا من بطش قوات الإحتلال اليمني ،فصعد الإعلامي الجنوبي أحمد بامختار إلى المنصة وأخذ المايك وبدأ يخطب في الجماهير الغاضبة بنبرة صوته الجهوري وعباراته القوية التي كانت تنهال علينا ،وهي بمثابة وقود لإنفجار الجماهير التي لم تستطع أن تتمالك نفسها واندفعت بقوة كحمم البراكين ،وهي تهتف بشعارات الثورة الجنوبية، فأصيب جنود الإحتلال بالصدمة من الحشود الجماهيرية الغفيرة التي اكتظت بها شوارع وازقة المدينة الثائرة ،التي قطعت على نفسها عهدا بطرد جحافل الإحتلال اليمني عاجلا أم آجلا .
بامختار .. واحد من الإعلاميين الجنوبيين الذين لعبوا دورا بارزا ومهما في الثورة الجنوبية السلمية ،وصدحوا بحناجرهم في وجه بطش الجبروت اليمني الذي دمر الجنوب وحوله إلى غابة ممتلئة بالوحوش الجوعى التي لا ترحم لاصغير ولا كبير الذين استباحوا كل شي جميل في جنوبنا الحبيب ،وحقا احمد بامختار..صوت الثورة الذي ألهب حماس الجماهير ..!!