سينعكس ما يحدث في غزة على المنطقة بشكل كامل وتداعيات الحرب ستظل حتى عام 2030. هذا هو الهدف لجعل المنطقة العربية تواجه سيناريوهات جديدة كل عشر سنوات. منذ اليوم الثاني للحرب، أدركت أن غزة هي البداية والهدف الحقيقي هما مصر والسعودية. فقوة السعودية تعني قوة الخليج وهذا ما لا ترغب بعض القوى فيه. لذلك تعمل تلك القوى على ترويج فكرة الحرية ودعم الشعوب ومظاهرات نصرة غزة في الخليج، وهذا يعتبر بروفة للربيع الخليجي المخطط له بعناية لإفشال المشاريع الاقتصادية للسعودية وخلق عدم أستقرار .
مصر تعتبر القوة الأخرى التي تسعى تلك القوى لإضعافها، لأن بقائها قوية يعني قوة المملكة العربية السعودية. وقد عملت المملكة بكل قوتها السياسية من أجل دعم الشعب المصري وعدم تمكين الإخوان من حكم مصر خلال فترة حكمهم. وفعلاً، كان هناك مشروع لتهجير أهل غزة إلى سيناء كجزء من اتفاقية مع الإخوان لثبات حكمهم في مصر، لكن العقول السياسية المصرية أفشلت تلك المخططات وتحالفت السعودية مع مصر ضد تلك المؤامرات.
الربيع العربي الذي بدأ في 2011 كان مخططًا على ثلاث مراحل لتثنيب ذلك في عقول الناس وجعلهم يرونه مجرد حالة هيجان شعبي. كانت البداية من تونس ومصر واليمن وسوريا، ثم انتقلت التداعيات إلى الجزائر والسودان وهنا خلقت صراعات لإنشاء دول غير مستقرة حول الدول التي استطاعت كشف المخطط. وكان الهدف هو مصر، ومع ذلك، تعاملت مصر بذكاء غير عادي مع كل ما جرى.
المرحلة الثالثة تحت مناصرة الأمة وقضاياها وباسم القومية العربية. وفلسطين ودعم قضيتها يحرض الشارع الخليجي إلى الخروج والتعبير عن ربيعه المستقبلي المخطط له، وجود القوات الأمريكية في المنطقة يدعم ذلك في المستقبل وتحت ذريعة حماية المصالح العالمية وحقوق الإنسان والضغط لتلبية مطالب الشارع والتهديد بالتدخل في حالة القمع. وقبل أحداث غزة، كان هناك العديد من المحاولات لإشعال ربيع ثانٍ وثالث في مصر لكنها فشلت وحتى قبل طوفان الأقصى كانت هناك دعوات للخروج للشارع.