الجمعة , 22 نوفمبر 2024
كتب/ حمزة تاكين
أين تركيا أين أردوغان من العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة؟
لا يختلف اثنان لديهما ضمير وإنسانية وعقل – مهما كان دينهما – أن ما يحصل في غزة هو عدوان إسرائيلي واضح المعالم وهذا هو ديدن إسرائيل ضد شعوب المنطقة من فلسطين إلى لبنان إلى الأردن إلى مصر وبالتالي فإن موقف تركيا واضح وجلي جدا برفض هذا العدوان وتسمية الأمور بمسمياتها أنه “إجرام” كما وصفه أردوغان الزعيم العالمي المؤثر.
سؤال “أين أردوغان؟” ما كان ليُسأل إلا لأن السائل يعلم أن أردوغان رئيس مؤثر إقليميا ودوليا وكذلك الحال بالنسبة لبلده تركيا التي أصبحت دولة لها ثقلها الإقليمي والدولي.
أردوغان ومنذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة وهو يقود حملة دبلوماسية سياسية كثيفة جدا في العالم إلى جانب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ورئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن وذلك بهدف الضغط لإنهاء العدوان ومنع تدهور الأمور لحرب إقليمية لن تبقي ولا تذر وستكون مدمرة لعدد من الدول العربية إلى جانب الكيان الإسرائيلي بطبيعة الحال.
أردوغان لم يغير موقفه من إسرائيل وجدد وصفه لها أنها “دولة تمارس الإجرام” وهو والساسة الأتراك يذكرون ذلك عند كل فرصة ولم يفعل ذلك من بلاده مهددة بالدمار في حال اندلعت حرب إقليمية في الشرق الأوسط.
موقف أردوغان من العدوان الإسرائيلي هو الأكثر تقدما على الصعيد العالمي وموقف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو الأكثر تقدما على الصعيد العربي والإقليمي.
تركيا وقطر وبتوجيهات زعيميهما يقودان جهودا سياسة كبرى وحساسة للغاية لإنهاء العدوان وإيجاد حل لموضوع الأسرى ورفع الحصار عن غزة وإذا فشلت هذه الجهود فلن تكون تركيا وقطر مسؤولتين عن فشلها بل ستتحمل ذلك إسرائيل والدول التي لم تساعد تركيا وقطر في مهمتهما التي تصب بصالح طرفنا.
ما المطلوب عندما يسأل أحدهم “أين أردوغان؟” هل المطلوب إعلان تركيا الحرب مثلا؟ هل المطلوب إدخال تركيا منفردة بمواجهة مباشرة مع القوى التي تدعم إسرائيل؟ هل المطلوب تهور بالقرار التركي لتدمير تركيا وترك المنطقة مستباحة من قبل دول إقليمية تقع على عاتقها هي محاربة إسرائيل عسكريا لأنها هي التي ترفع تلك الشعارات وليس تركيا.
تركيا لم تقل يوما إنها ستسير جيشها ضد إسرائيل وبالتالي مطالبتها بذلك حاليا لا تكون من أشخاص عاطفيين أو مغيبين عن الواقع مثل هذه الخطوة لا تحصل إلا باتحاد عربي إسلامي وليس بدولة واحدة سواء كانت تركيا أو غير تركيا.
التدخلات العسكرية التركية مع بعض الدول في آسيا وأوروبا وإفريقيا تمت بناء لاتفاقيات ثنائية شرعية معترف بها وفق الشرعية الدولية وليس على قاعدة التشبيح وهذا الأمر غير متوفر بين تركيا وفلسطين والممثل الرسمي للشعب الفلسطيني لم يسع لذلك أما قطاع غزة فلا يمكنه عقد مثل هذه الاتفاقيات لا مع تركيا ولا مع غير تركيا.
حتى أمريكا ودول أخرى تسيّر سلاحها حاليا لدعم إسرائيل وفقا لاتفاقيات عسكرية وأمنية بينها وبين إسرائيل.
أي من يريد تحريك الجيوش عليه أولا أن يبني التحالفات والشراكات.
“أين أردوغان لا يرسل بيرقدار إلى غزة؟”
وكأن بيرقدار كيس بطاطا وكأن بيرقدار تعمل بالسحر سؤال لا يستحق أخذه بعين الاعتبار لأنه لا يصدر عن عاقل.
أردوغان لم يخذل يوما من تحالف مع تركيا وعقد الاتفاقيات والشراكات معها والدلائل واضحة وضوح الشمس ومن يريد دعم تركيا وقت الشدة عليه أن يكون معها وقت الرخاء.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان لا يكاد يجلس في أنقرة وهو يطير من عاصمة إلى عاصمة للتباحث وتأمين إجماع إسلامي لأي تحرك جدي ضد إسرائيل هو يفعل ما عليه بتوجيهات أردوغان وإذا لم يتحقق ذاك الإجماع الإسلامي فاللوم على تسبب بفشله لا على من سعى له.
زعماء المقاومة الفلسطينية يتواجدون في تركيا وفي قطر ولا داعي لمزيد شرح في هذه النقطة إلا القول إن الوقوف إلى جانب الحق من قبل تركيا وقطر واضح.
وكذلك رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن قاد مئات الاتصالات للهدف نفسه وإذا لم يتحقق ذاك الإجماع الإسلامي فاللوم على تسبب بفشله لا على من سعى له.
تركيا لم ترسل أي سفينة مساعدات إلى إسرائيل كما كذب إعلاميون ناطقون باللغة العربية لا يسعون إلا لإثارة الأكاذيب وجمع المشاهدات الإلكترونية.
تركيا لم تستقبل لاجئين إسرائيليين كما كذب إعلاميون ناطقون باللغة العربية ومن أتى إلى تركيا من الإسرائيليين أتوا كمسافرين وسياح وعاديين كما كانوا يأتون في أوقات مختلفة ولكن التحريف والكذب في دم الكثيرين.
“أين أردوغان لا يطرد السفيرة الإسرائيلية من أنقرة؟” قد يكون المطلب جيد في مثل هذه الظروف ولكن لو حصل ذلك – وقد يحصل فعلا – ما الفائدة الحقيقة بعيدا عن النشوة المؤقتة؟ لا شيء لأنه إما أن يكون هناك قرار مماثل من كل كل الدول الإسلامية وإما فإنه لا نتيجة حقيقية على الأرض مرجوة من ذلك.
العدوان الإسرائيلي الحالي ضد غزة وسلب الأرض والحقوق على يد إسرائيل لا يمكن أن ينتهي إلا بوحدة عربية بالدرجة الأولى ثم بوحدة إسلامية وبخطوات عملية حقيقية منسقة بين الدول العربية والإسلامية وليس كل دولة لوحدها فهي القضية قضية أمة وليس قضية دولة.
على الدول الغيورة بشكل حقيقي على الشعب الفلسطيني أن تدعم المواقف التركية والقطرية الحقيقية الساعية بجد لإيجاد حل قبل الانفجار الكبير الذي قد يحصل ويحرق الأخضر واليابس في المنطقة.
أردوغان مستمر بمواقفه ضد العربدة الإسرائيلي في المنطقة وتركيا كلها على نفس النهج عملت وتعمل وستعمل كما تعمل ضد العربدة الأمريكية والفرنسية في الإقليم.
أردوغان ليس خائفا على كرسيه فهو في ولايته الرئاسية الأخيرة وفق الدستور التركي بل هو يتصرف بحنكة سياسية وكسياسي لديه خبرة 45 عاما بالعمل السياسي في منطقة مشتعلة استطاع أن ينجح رغم كل الأشواك والألغام.
تركيا تتبع سياسة ذكية حساسة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم وفي ظل المخاوف من حرب مدمرة في المنطقة لا نريد إقحام تركيا لوحدها وحيدة منفردة بأي تهور.
أردوغان يقف كالصخرة حاليا لمنع تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى دول مجاورة وغير مجاورة ونحن كشعب ندعمه في هذه المهمة التي إن لم تنجح فإن تصفية القضية الفلسطينية ستحصل والأمة تتفرج.
تركيا أرسلت مساعدات طبية وإغاثية ضخمة جدا إلى العريش وإدخالها إلى غزة لا يقع على عاتق تركيا.
تركيا جهزت عدة مستشفيات ضخمة لترسلها إلى العريش وإدخالها إلى غزة لا يقع على عاتق تركيا.
بخلاف مثيلاتها في بعض الدول فإن الشرطة التركية لم تقمع مظاهرات الشعب التركي والجاليات العربية والإسلامية في تركيا ضد العدوان الإسرائيلي بل سهلت ذلك وحمت المتظاهرين في كل الولايات التركية مع رفضنا الكامل طبعا لأي أعمال شغب.
الإعلام التركي 24/24 يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لا إلى جانب إسرائيل وعدوانها.
تركيا نكست أعلامها لتتشارك الألم مع الشعب الفلسطيني وهي لا تنكس أعلامها لأي كان فالعلم التركي لا يُنكس إلا لعزيز وهذه الخطوة مؤثرة جدا لحشد الشارع التركي أكثر وأكثر ضد العدوان الإسرائيلي.
أمة متشتتة متفتتة لن تستطيع حل القضية الفلسطينية على قاعدة عادلة فإن أرادت الأمة حل هذه القضية بشكل عادل فعليها بالوحدة وإلا سيبقى الحال كما هو حاليا.
الواقع في غاية الخطورة فإما أن ينتج عنه سلام تاريخي كبير جدا في المنطقة وإما ينتج عنه حرب مدمرة كما قال هاكان فيدان.
كونوا متوحدين كالجسد مع فلسطين كما توحد حلفاء إسرائيل مع إسرائيل.
أردوغان في قلب القضية يفعل ما يقع على عاتقه حاليا وسيفعل دائما ما يجب أن يفعله كرئيس لتركيا فليفعل الآخرون ما يقع على عاتقهم ولا يخونوا شعوبهم والقضية الفلسطينية التي هي بيدهم.
أردوغان منذ سنوات وسنوات وهو ينادي “العالم أكبر من 5” أي ينادي لتغيير النظام العالمي الحالي الظالم من وقف معه بشكل حقيقة بعيدا عن القلة القليلة من الدول والشعوب والمنظمات؟
لو طبق العالم دعوة أردوغان التاريخية تلك لما وصل الأمر في فلسطين وغيرها إلى ما وصل إليه من جور وظلم في ظل الصمت الأمم بل العجز الأممي عن إيقاف القتل وحماية المظلومين.
إن الله تعالى سينصر في نهاية المطاف أهل الحق العاملين بالسلاح أو السياسة أو الإغاثة أو الإعلام أو في أي مجال آخر ونحن مع فلسطين أهل حق.
الحق مع فلسطين لا مع إسرائيل التي هي سبب كل مشكلات منطقة الشرق الأوسط والتي نراها مجددا على صورتها الحقيقية القاتمة.
كل الدعم منا لرئيس تركيا رجب طيب أردوغان ولوزير خارجية تركيا هاكان فيدان ولرئيس استخبارات تركيا إبراهيم كالن بعملهم الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني وفق ما تقدر عليه تركيا منفردة.
اعلامي جنوبي
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024
نوفمبر 21, 2024