بين البساتين الخضراء ورائحة الفل والكاذي وصوت خرير مياة وادي تبن حطت الرحال وسكنت الروح تحت ظلال مزارع المحروسة لحج وفاتنة القمندان . شدني ذلك الجمال وستل القلم من قمده محاولاً لو الشي اليسير من الوصف لتلك المخلوقة الربانية التي حباها الله بجمال قلما وجد له نظير في هذا الكون الواسع والفسيح . لحج ملهمة الشعراء وفاتنة الادباء وساحرة الكتاب ، عندما يهزني الحنين اليها اذهب اليها دون تردد حتى ولو لامني اللائمون لكثر زيارتها اقول كفاكم لؤم فاني عاشق والعاشق يتبع نداء قلبه . زرت بلدان ومدن كثيرة ولم تلهمني مدينة غيرها لاتروق نفسي لناطحات السحاب ولا للاسواق ولا للمولات التي تثرى بها مدن كثيره بل راقت لي تلك المباني المبنية بالطين والبيوت الشعبية والازقة الضيقة في حاضرة محافظة لحج التي تنفح منها رائحة البخور الذي يتسلل عبر نوافذ تلك المباني حتى يصل الى الانوف العاشقة . الهمتني تلك النفوس الطيبة التي تسكن خلف حنايا أهلها الطيبون المتشبعون بثقافة رضوعها من ثدي تلك المدينه عبر العصور والازمنه من تاريخ هذه المدينة الفاضله. الهمتني بفنها بصوت فنانيها بتلك الالحان التي تطربُ لها الآذان بروعتها ، لون فني بديع استمد جماله من جمالها حتى افتتن به العرب من الخليج إلى المحيط . الهمني فيها اهلها وساكنيها الذين ببساتطهم والعفوية التي يملكونها وحبهم للثقافة والادب التي يتنفسونها كما نتنفسون الهواء ، يناقشون تاريخهم الفني والثقافي بكل روح صادقة ولديهم لكل قصيدة قصة يطربون بها مسامعنا انا بصفتي عاشق للفن والشعر تبهرني احاديثهم عن تاريخ فنهم الرائع لهم احاسيس جياشه متشبعه بالادب والشعر والثقافة والفن. لحج الحاضرة في قلوبنا والمنسية في قلوب الساسة والقادة التي مروا عليها دون ان يوقظهم الضمير لكي يبادلونها نفس الحب التي قدمته لهم دون منٌه ، ولو كانوا اهتموا فيها لاكانت رائدة المدن . لحج الماسة التي للاسف وقعت في يد فحام ، لحج التي بادلتني الحب عندما شعرت اني عاشق لكل تفاصيلها ، هي مدينه ولكنها تملك روح وحساس تشعر بمن يزورها ، تعطي دون ان تاخذ ولكنها تظل مبتسمة قانعه لاتمن على احد ولا تعاتب من اهملها وجرح كبريائها ذات يوم هي الأم والأم لاتعاتب ولاتسخط على فلذات كبدها . لحج اعذريني لم استطيع ان اكتب شي اوفي فيه جمالك اعذريني فقلمي منذو سنوات عزف على الكتابة وظل حبيس الادراج ، حاولت ولكن لم اكن على قدر وصفك . لحج لنا عوده والعود احمدُ ، تحياتي لك ولساكنيك