ارتبط اسم أرخبيل سقطرى بالعصور القديمة ، حين كانت سقطرى مصدرا للأحجار المقدسة ، ومنحها موقعها المعزول عن القارتين الإفريقية والآسيوية ، أنماط عيش اجتماعية وثقافية وحضارية مميزة وفريدة ، كما تتميز بثروة طبيعية لا نظير لها في العالم وتمتلك”مجالا حيويا مهما لتموضعها في قلب المحيط الهندي (في جزئه المعروف باسم بحر العرب) على مقربة من الممرّات الدولية وهو العنصر الذي أكسبها أهمية متزايدة .
تنسب بعض المصادر اسم “سقطرى” إلى اللغة السنسكريتية ، وهو يعني “جزيرة النعيم”.وقد مثلت جزيرة سقطرى منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد أحد المصادر الرئيسية للبضائع التي كانت تستخدم في طقوس العبادة لديانات العالم القديم، ويمكن أن توصف تلك البضائع بأنها “سلع مقدسة”، ونتيجة لذلك ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة هي أرض مباركة من الآلهة ، وهو ما يفسّر الحضور القوي لسقطرى في كتب الرحالة الجغرافيين القدماء.
تتميز جزيرة سقطرى بغطاءٍ نباتي وفير بينها مجموعة من النباتات يستفاد منها في الطب الشعبي وعلاج الكثير من الأمراض ، ومن هذه النباتات أشجار الصبر السقطري وأشجار اللبان والمر ودم الأخوين بالإضافة إلى نباتات طبية أخرى شائعة الاستعمال في الجزيرة كما أن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي والنباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة وهي بذلك تعتبر أهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة ، كما تخلو من الحيوانات المفترسة وثعابينها غير سامة وتعيش الحيوانات الاليفة في المراعي ليلها ونهارها ، وتمتاز بالطقس المتقلب من منطقة الى اخرى وفي نفس الوقت تجد الحرارة والبرودة والاعتدال والمطر والرياح بهذه المنطقة او تلك حيث تجمع طقوس السنة في آن واحد وهي ميزة اخرى لهذه الجزيرة التي اطلق عليها درة العرب .
طيبة وتواضع اهلها صفة جميلة تتصف بها الجزيرة ويتملكك شعور بالطمأنينة حين تجد تلك السجية الفطرية التي يتمتع بها ابناء سقطرى ولذلك فالأمن والامان هو ما يشد انتباهك وانت تتنقل في ارجاء هذه الجزيرة الخلابة بجبالها وسواحلها وحضرها وريفها وباخضرارها الدائم ومروجها وغاباتها