قالت شبكة العين الإخبارية ان عرض الحوثي العسكري الأخير أصبح محل تندر وسخرية لدى كثير من اليمنيين، والمثير أن الأمر لم يقتصر على المتخصصين العسكريين بل وصل إلى الأطفال.
ونشرت العين الإخبارية تقريرا ان العرض جاء فيه :” كانت مليشيات الحوثي أقامت في ذكرى انقلابها 21 سبتمبر/أيلول الجاري عرضا عسكريا زعمت فيه تصنيع عشرات الصواريخ الباليستية الجديدة والألغام البحرية، وهو العرض الذي تحول بعد ذلك إلى مادة للسخرية والتندر لدى الكثيرين.
عرض تمثيلي
السخرية والتندر كانا موثقين بالفيديو، إذ أظهر مقطع مصور تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الأطفال اليمنيين أو كما أطلقوا على أنفسهم “وحدات رمزية”، وهم يقومون بأداء عرض عسكري للسخرية من عرض مليشيات الحوثي العسكري الأخير في صنعاء.
ويظهر المقطع المصور الذي قال مصدر لـ”العين الإخبارية”، إنه جرى تصويره في محافظة الجوف (شرق)، 8 أطفال يؤدون عرضا عسكريا تمثيليا لمدة دقيقة ونصف تنسف الدعاية وزيف العروض العسكرية الحوثية التي تنفق عليها المليشيات أموالا طائلة.
ويبدأ الفيديو بظهور طفل صغير يؤدي التحية العسكرية ويطلب من رئيس الجمهورية “محسن بن محسن”، وهو اسم غير موجود في الواقع، الإذن لأداء العرض العسكري ثم تظهر صورة القيادي الحوثي المدعو مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي للحوثيين والذي ظهر بالعرض العسكري الأخير وهو يؤدي عرضا مسرحيا مفضوحا.
لم يتوقف فيديو الأطفال عند الاستعراض ومحاكاة عناصر المليشيات الحوثية وإنما امتد إلى إلقاء قصيدة شعرية تسخر من أبواق مليشيات الحوثي الذين ظهروا بالعرض العسكري يمجدون قوة المليشيات الوهمية وهي قوة “كرتونية”، كما يقول الكثير من اليمنيين.
وفي مشهد الصواريخ يظهر الأطفال وهم يحملون مجسمات كرتونية وحديد “خردة” على أكتافهم تحاكي صواريخ الحوثي وكتب عليها “شلاط” و”جلاط”، و”ملاط”، و”هيدر”، و”الهبروق” و”خارب”، وهي كلها أسماء تسخر من مسميات صواريخ مليشيات الحوثي المزعوم صناعتها محليا والتي يطلق عليها الحوثيون “قاصف” و”بدر” و”حاطم” و”ذو الفقار”، وغيرها من أسماء يحاولون الترويج لها.
ويختتم المقطع المصور باستعراض بقايا “خردة” بزعم أنها ألغام بحرية مصنوعة محليا، في إشارة إلى الألغام البحرية البدائية التي تزعم مليشيات الحوثي صناعتها، رغم كونها تقنيات إيرانية مستوردة ويجري تركيبها باليمن.
سلاح السخرية
ويعلق الإعلامي والصحفي أدونيس الدخيني على المقطع المصور قائلا إن “السخرية من الواقع هي سلاح يعتمد عليه اليمنيون الذين يعيشون تحت القهر الحوثي بما فيهم الأطفال الذين تأثروا بشكل أو بآخر من حرب مليشيات الحوثي”.
وأضاف الدخيني، لـ”العين الإخبارية”، أن “ما يبدو واضحاً أن كل محاولات ميليشيات الحوثي من تضخيم قواتها إعلامياً بعروض عسكرية، لم يعد يحظى بأدنى دراجات المصداقية عند مختلف فئات المجتمع اليمني”.
الدخيني تابع قائلا “يسخر الجميع هنا من عروض مليشيات الحوثي، وهم يشاهدون الوضع المتردي الذي تعيشه المناطق التي تسيطر عليها بقوة السلاح، وعجزها عن إيجاد الحلول لها، وذهبت إلى إقامة عروض عسكرية لا تسد رمق جوع مواطن محروم من راتبه لتسعة أعوام”.
وأضاف أن “عروض مليشيات الحوثي في حد ذاتها مضخمة، حاولت المليشيات عبر آلتها الإعلامية تضخيم نفسها، لكن الرد أتى من الأطفال بهذه السخرية التي نسفت كل مزاعم المليشيات الحوثية”.
يشار إلى أن مليشيات الحوثي أقامت عرضا عسكريا في صنعاء أرادت خلاله إظهار قوة غير موجودة على الأرض، فزاوجت بين عرض مخادع وادعاء ما ليس لها، زاعمة تصنيع صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وألغام بحرية، وزوارق وآليات مدرعة، لكن في الواقع أن ذلك كله كان مزيجا بين مجسمات وأسلحة متهالكة نُهبت من ترسانة الجيش اليمني”.