الشجاعة والتضحية متلازمتان يجب توافرهما في الشخصية لامتلاك الحق في القيادة وفرض القبول والتنفيذ لدى من تقود..
تفتقر كثيراً من شعوب العالم الثالث – ومنها شعبنا – للقادة الحقيقيين ممن يمتلكون شجاعة التضحية بما اكتسبوه خلال فترة قيادتهم المزعومة…
افتقارهم لعامل الشجاعة والتضحية بما اكتسبوه، وتشبثهم برغد العيش ونعيم الثروات جعل من شعوبهم بيئة خصبة لتمرير مخططات النهب والاستحواذ، ولقمة سائغة للافتراس. ..
الاصرار الشعبي الجماعي والعنفوان الثوري يقف دائماً حائل امام قوى التسلط يستصعب اختراقه، فتلجا تلك القوى الى زراعة اتباع توفر لهم السبل وتمهد امامهم الطريق باساليب شتى ليبرزوا في الواجهة كرواد ثورات يحضون بمحل ثقة شعوبهم في القيادة والتمثيل..
فور حيازة الثقة وتمثيل هولاء لشعوبهم تبدا عملية تمرير المخططات المعدة سلفاً – وبطرق مقننة – لجلد الشعوب المغلوبة على امرها وشفط خيرات اوطانها مع التصدق بفتات عائد يسير على الاتباع لينقلهم الى حياة بذخ فوق ما كانوا بها يحلمون…
يستمر هكذا الحال، ولن يتغير شيئ ويطول التصرف بثروات الوطن وتتفاقم معاناة الشعب وتحلو الحياة بعيون القادة…
هنا سيستصعب على الشعب نيل مطالبه وتحقيق غاياته ويطول امد معاناته، اذ يخمد حماسه ويختزل عنفوان ثورته في شخص ممثل اختاروه بات لا يعير ادنى اهتمام بحقوقهم ولا يكترث بما يعانون، بل على العكس يظل حريصاً على استمرار الوضع على هذا الحال حرصاً على مايناله من فتات من خيرات وطنه التي تُؤخذ نهباً للاسياد في نظره..
التضحية بالدماء والارواح اسمى المراتب ولم يبذلها الا من امتلكوا الشجاعة رحمهم الله شهدائنا الابرار،، فهل من قائد شجاع على قيد الحياة يضحي ببعض من كماليات الحياة وبذخ العيش ويقول لا للتبعية وكفى نهباً ويكبر قائداً في نظر الشعب وينتزع بموقفه وقوة شعبه حقهم المسلوب ليحيون بكرامة وينعمون بخيرات وطنهم دون اذلال