ليست المرة التي تحصل فيها عملية تسلل لعناصر إرهابية من محافظة البيضاء باتجاه الضالع عبر مديرية الشعيب المحاذية لمحافظة البيضاء من الجهة الشمالية، ففي عام 2012م وتحديدا في شهر يوليو، في غمرة الحرب ضد ذراع تنظيم القاعدة أو ما يُـعرف بـــ( أنصار الشريعة) في محافظتي أبين وشبوة تسللت مجموعة هاربة ( ١٢عنصر) الى الشعيب بواسطة باص اقلهم في ذلك الحين . وحدثت حينها نفس اشكالية مشابهة لما حدث اليوم، حين رفضت تلك العناصر تسليم أسلحتها للأمن واللجان الشعبية المحلية في ذلك الوقت، مع فارق أن عدد الضحايا كان (قتيل من العناصر المتسللة،وقرابة جريحان من شباب المنطقة)فقط، وطريقة التعامل مع تلك العناصر حينها كان أكثر احترافية برغم شحة الامكانيات الأهلية مقارنة مع ما حدث اليوم من خطأ أمني كارثية،بل سقطة أمنية بكل المقاييس،وفي ظل إمكانيات لا بأس بها.
وتبقى الثغرة الأمنية التي تتسلل منها هذه العناصر (من اتجاه محافظة البيضاء) باقية على حالها وتتسع أكثر مما كانت عليه عام 2012م، وطريقة التعامل معها يزداد انحدراً نحو الأسوأ، برغم انه يجب ان يكون افضل، بعد ان صار للمديرية وللمحافظة قوات أمنية خاصة بها، قياسا بما كان عام2012م، كان حين معظم القيادات والأفراد من خارج المحافظة.وهذا يشي بأن القوات الأمنية اليوم بالمحافظة-على كثرتها وتعدد مسمياتها وانتمائها الجغرافي للمحافظة – تعاني من فشل وخلل واضحين لا يمكن التستر عنهما أو مداراتهما أبداً، يتكشف هذا بوضوح عند كل امتحان أمني،وبحاجة الى ثورة تصحيح بعيدا عن أساليب الولاءات والتقاسم.
فضلا عن الخطر الامني الكامن الذي يتربص بهذه المحافظات كقنبلة مسكوت عنها،ومنها محافظة الضالع يظل هو التحدي الأبرز في الحاضر والمستقبل، ونعني هنا مصانع تفريخ التطرف وتفقيس بيضه التي تتم على مرأى ومسمع من الجميع دون أن ينبس أحد ببنت شفة إزائها بالمحافظة، والمتمثلة بما يعرف بـ(المعاهد الدينية )،دون رقابة من أحد،لا من جهة امنية او تعليمية او إرشاد، سوى رقابة وإشراف الجهات الممولة من هناااااااك،والتي تنشط عند كل استحقاقات وتحركات سياسية،كما عودنا الموول دوما.
فمن يجرؤ على الكلام والاقتراب من عش الدبابـير؟.