عندما يمنحك القدر شرف تسطير كلمات تليق برجال عضماء بعد الله سبحانة وتعالى خلدهم التاريخ -سيما في زمن تندر فيه هؤلاء ، فسيخالجك شعور أنك قد منحت منحة الخلود ؛ ذلك ﻷنك سنحت لذاتك أن تقتبس من نورهم ، ولتصنع منهم أمة تأبى اﻹنحلال وترمي إلى مستقبل مشرق مليء بالعطاء ومترع بالسلام .
لم أكن أدرك قيمة هذه المنحة حتى أفضى إلي طفل مبتسم من اطفال منطقة حبيل حنش في مديرية المسيمير بمحافظة لحج رسمها على ثغره أولاد الشهيد الشيخ / محسن صالح الرشيدي عندما تكفلون بدعم تعميق بئر للشرب في المنطقة لكي تخفف من معاناة الاطفال في المنطقه والذين يقطعون مسافة عشرة كيلو للبحث عن المياه من مناطق بعيده في الشمس الحارقه وفي ضلام اليل الدامس ، ودمعة حزن اعتصرت قلب يتيم وأذكت روحه ، فبددها ( أولاد الشهيد الشيخ / محسن صالح الرشيدي بعطائاتهم ونظراتهم الإنسانية الثاقبة التي تعبر بمكنونها عن رجال انذروا ذاتهم ليكونوا أبا للجميع.
أعترف أني مهما كتبت فلن أستطيع أن أدعي الموضوعية لمحدودية قدرتي عن التجرد عن مشاعر اﻻعتزاز والفخر ، وحجم المحبة والود في كتابة هذه الشهادة عن اولاد الشهيد الشيخ/ محسن صالح الرشيدي الذين لم يقتصرون على العمل الخيري واﻹنساني في يافع فقط بل وصلت خيراتهم للكثير من المناطق الفقيرة في كل مكان داخل يافع وخارجها ليعم خيرهم وعطائهم اغلب مناطق جنوب الوطن الحبيب.
أن أولاد الشهيد الشيخ / محسن صالح الرشيدي ليس برجال اعمال فقط بل إنهم سفراء الخير والعضمة في تاريخ اليمن المعاصر لطالما بحثت- ببصيرتي القاصرة-للعظمة عن معنى يمكنني أن أراها من خلاله، فلم أجد لها في معاجم البشر وصنيعهم المعنى الذي ملأت به مشاعري هذه الكلمة ، فلما منحت لي شرف معرفة ، اولاد الشهيد الشيخ / محسن صالح الرشيدي ﻻحت أمام ناظري بواطن العظمة وأغوارها ،فالعظماء هم الذين علموا كيف يتسللون إلى قلوب البشر بحسن أخلاقهم وجميل خصالهم ؛ فتراهم في مراكب البسطاء حيث يكونون ملائكة الرصيف يتفقدون أحوالهم ، ويداوون جراحهم.
فهم من سلالة يافعية حميرية عظيمة ومناضلة وحكيمة واسرة علم و ادب و ثقافة و سياسة قبل ان تكون اسرة تجارية عريقة و لعل انسانية هذه الاسرة الاصيلة وقيمها السامية و كرمها ،في عمل الخير واسعاد الاخرين هي تجارتهم الاصلية.
إن “الكلمة الطيبة “في قاموس اولاد الشهيد الشيخ /محسن صالح الرشيدي تعني أنك وهبت إنسانا حياة جديدة مليئة بالحب والعطاء ، حياة وقودها اﻷمل ، وربانها الرضاء بقضاء الله ،وهذا جل ما تضمنته كافة اﻷديان السماوية بمبادئها وتشريعاتها ، لا مبادئ أصحابها ومنتحليها.
وفي ختام كلامي اقول لوكان للإنسانية عين لقالت تتبعني حيث يكون اولاد الشهيد الشيخ / محسن صالح الرشيدي ، فهم عين اللإنسانية في وطن جرده اﻹنسان من إنسانيته.
ليس هذا بغريب ، فقد غير اولاد الشهيد /محسن الرشيدي لغة البارود التي أفزعت البشر إلى لحظة عناق تحتوي فيه إنسانيتهم مأساة الوطن والمواطن ليهبون بذلك سعادة غامرة ، ومنحة بأمل أن الوطن مازال بخير مادامو فيه وأمثالهم ممن عرفوا أن الغاية من الحياة إسعاد بني البشر وتخفيف آلامهم ومعاناتهم.
عذرا أدونيس فمقولتك “أن الريح لا ترجع القهقرى ، والماء ﻻ يعود إلى منبعه ، لا أسلاف له وفي خطواته جذور” هي سطحية المعنى أمام شخصية اولاد الشهيد الشيخ / محسن صالح الرشيدي ومبادئهم التي تحي بأن المنبع الذي فاض منه اولاد الشهيد /محسن الرشيدي عذب زلال وأن جذور هائولاالرجال إنسانية الهوى والمهوى ، تؤمن فقط بأن “ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ، إن الله بما تعملون بصير.