الكل كان على عجلة من أمره ، والجميع كان يستبق الخطوات ويسابق الوقت ، من أجل الخروج من تلك المدينة الساحلية المترامية على روائح ( الباروت ) و ( الدم ) .
لا أحد ينظر إلى الخلف الجميع ( يهرول يتجه ) صوب تلك ( البواخر ) التي تلقهم إلى أي مرفئ ، أو شاطئ ميناء لأحد البلدان المجاورة ، من أجل الخروج من ( المدينة الساحلية ) التي تواجه ( جحيم ) قادم مجهول .
وسط كل ذلك الزحام الشديد ، كان هناك ( شيخ ) طاعن تجاوز العقد ( السابع ) يحمل بندقية ( كنده ) ، يتجول بين أزقة وحواري مديريات ( المدينة الساحلية ) ، ويقود المعركة ( المصيرة ) بعنفوان الشباب الذي ( حوله ) ، وعزيمة وإصرار وشموخ ( جبال ) المدينة الساحلية ، وعزة وكبرياء وكرامة الإنسان الجنوبي ( العدني ) .
لا يملك مدرعات ( يحتمي ) داخلها ، وليس لديه سلاح متطور ثقيل أو متوسط ، يدفع به تلك الجيوش ( البربرية ) التي تجتاح المدينة الساحلية ، وتدك كل شيء فيها ، يتنقل ( حافي القدمين ) ، ويقترش أرض ( عدن ) عندما يخيم عليه شدة التعب والارهاق .
قاتل ودافع عن ( عاصمته ) بروح مستقبل شبابها ، ولم ينحني أمام ( الكهنوت ) الاحتلالي ، ولم يحمل حقائبة مع أول سفينة وصلت إلى ( ميناء عدن ) لنقل ذلك الكم الهائل من حاملين ( المناصب والرتب ) ، ظل يدافع عن الماضي والحاضر والمستقبل للعاصمة عدن ، وبقي فيها مع أولاده وجميع أحفاده وكل ( أسرته ) حتى ارتقى شهيداً شامخاً شموخ وعزة وكبرياء وكرامة جبالها .
سلاماً على روحك الطاهره يا شيخ المجاهدين .
سلاماً على روحك الطاهره يا شيخ الشهداء .
سلاماً على روحك الطاهره أيها اللواء ( علي ناصر هادي ) .
سلاماً عليك عدد حبات الرمل ، وعدد اوراق الشجر والحجر ، وأصوات وهدير أمواج سواحل عدن في ذكرى استشهادك ( السابعة ) .