ليس بذلك القلم الذي يصب حبره بدوافع حزبية ولا بذاك الذي ينمق كلماته توقاً لمصلحة سلطوية .. بل بقلم يسكب مهجة شعب جراء سنوات اعتصرت المه وطوت تطلعاته كبتاً في ثنايا صراع مصالح الكبار الاقليمية والاممية.
تواصلاً لكفاح تجاوز العقد استبشر الجنوبيون ببوادر التكاتف العربي انطلاقاً من شراكة التآزر للقضاء على الخطر الاكبر المهدد للديمواغرافيا العربية قبل امنها الجغرافي .. فاثبت الشعب الجنوبي الذي لم يضع له الاشقاء في التحالف – بدايةً – اي ادوار شراكة رغم استباق الثوار الجنوبيون للعاصفة ورسم ملامح الانتصار العربي الذي لولاه لتغيرت موازين الجميع.. واستمراراً استمات الشعب في الجنوب مقاوماً وببسالة من منطلق الدفاع العربي المشترك وانتزاع الارض الجنوبية من قبضة احتلال سليط تعمد القضاء بقوة الآلة الحربية على معالم وطن وهوية شعب. هب الجنوبيون بعزائم لاتلين ونوى صادقة حاملة كل الاخلاص للاشقاء في التحالف العربي وتحقق ذلك اثباتاً بالتضحيات على الارض والتقيد الادبي والاخلاقي اعلامياً توقيراً لاهداف الحلف.
انتصارات تحققت بفضل هذا الشعب الجنوبي على الارض ومنسوبة للجميع ولم يبخل هذا الشعب في تقديم المزيد من التضحيات اذ لم يقتصر دوره في صنع الانتصارات خارج حدوده الجغرافية بل بدور الشريك العربي الصامت لم يتخلى عن الحلف العربي لحتى تتحق كل الاهداف.
وبمقابل الاخفاقات التي حصلت شمالا” للتحالف العربي المناصر لشرعية قيادات الاخوان بل وتعمد تلك القوى في استنزاف التحالف العربي زمنياً وعسكرياً ومالياً وبتمادي مكشوف ومتقاضى عليه من قيادات التحالف العربي لم يضهر الشعب الجنوبي الا الاستمرار والترفع بشيم العرب الاخيار التي يؤمن قطعا” ان يتحلى بها كل عربي.
افرزت الاحداث الاختلاف الذي ادى الى شق جبهة العدو ولم يستثمر التحالف امكانياته العسكرية التي رفد بها جيش شرعية الاخوان في مناطق الشمال في فصل المعركة بل تمادى في دعم واسناد بقايا قوات المخلوع الراحل وعلى الطرف الاخر تعزيز التقارب السياسي مع قيادات اليمن الاخوانية.
الاكثر من هذا تجلت عروبة الجنوبيون مواصلين باصرار خوض المعارك وتسجيل الانتصار تلو الآخر داخل الوطن وعلى الاراضي الشمالية..رغم الاسلوب الاعلامي المريب التي تنتهجه مراكز اعلام التحالف العربي من نسب كل نجاحات جنوبية لاطراف شمالية ليس لها اي دور في ذلك.
بثقة الجنوبيين بتحالف الاشقاء لم يطلبوا الاشتراطات او ضمانات كبوادر مبدئية للاعتراف باحقية الجنوب في نيل حريته لثقتهم بان ملاحمهم القتالية واسنادهم للتحالف هي من تهديهم املهم المنشود. وبملامسة الشعب الجنوبي للجفاء العربي المتعمد وتهميش ادواره كشريك بارز في صنع اروع الانتصارات المنسوبة عبثاً للغير ادرك هول التنكر وعقبى الاستمرار بالانقياد الاعمى ان طال به الصمت واستمر الخذلان.
ان لم يتدارك الاشقاء في التحالف العربي خطورة التقاعس عن احقية شعب كان ولم يزل العمود الفقري لجسد العاصفة.. فبكل يقين ستتحول النجاحات الى اخفاقات و تحل في الخاتمة الهزائم محل الانتصارات.