أنصدم الوسط الأكاديمي والمجتمعي، اليوم السبت، بالأرقام المنخفضة للطلاب المسجلين في جامعة ذمار، التي تعد من أكبر الجامعات في اليمن، ما أثار ذلك قلق تلك الأوساط على مستقبل التعليم العالي، مع استمرار حكم مليشيا الحوثي بقوة السلاح على المؤسسات الأكاديمية في صنعاء وباقي مناطق سيطرتها.
واكدت مصادر اكاديمية في جامعة ذمار، إن عدد المسجلين في بعض كليات الجامعة لم يتجاوز العشرات، في الوقت نفسه لم يتقدم أحد للتسجيل في باقي التخصصات الأخرى.
عدم إقبال الطلاب للتسجيل في جامعة ذمار، يؤكد انهيار النظام التعليمي في ظل سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، على محافظة ذمار.
المصادر أوضحت، بأنه بعد شهر على فتح باب القبول والتسجيل في الجامعة، بلغ عدد المسجلين من الجنسين في كلية التربية بأقسامها العشرة، فقط ١٧ طالبًا، وهو رقم مفزع يُظهر مستوى العزوف عن الالتحاق بالجامعة بعد أن حولتها المليشيا إلى وكر مذهبي.
وفي كلية الآداب بأقسامها الثمانية، أفادت المصادر بتقدم تسعة طلاب فقط؛ بينما في كلية العلوم التطبيقية بأقسامها الستة لم يتقدم سوى طالبين اثنين، في حين تقدم لكلية الزراعة بقسميها الزراعي والبيطري ١٧ طالب فحسب.
الأقسام والتخصصات أعلاه، كانت تستقبل آلاف الطلاب سنويًا، إلا أن السياسات المذهبية والطائفية التي استحدثتها مليشيا الحوثي، وتغييرها النظام التعليمي جعلت الطلاب يعزفون عن الالتحاق بالجامعة؛ خوفًا من الوقوع في فخ المستقبل المعتم.
وكشفت المصادر ذاتها، عن إقدام مليشيا الحوثي على اجراء تغييرات جذرية في مناهج وبرامج الجامعة، إذ فرضت عليها مذهبها وفكرها، وطردت عددًا من أساتذة وموظفي الجامعة، واستبدلتهم بآخرين من أنصارها، ما أثر سلبًا على جودة التعليم وسمعة الجامعة.
وأكدت المصادر، أن الطلاب يخشون من التسجيل في الجامعة جراء التضييق على حرية التفكير والتعبير، وخوفًا من التعرض للاستهداف والاختطاف والقتل على يد المليشيا، التي تسعى لإخضاع المؤسسات التعليمية لسلطتها واستثمارها في مصالحها الخاصة.