تحت لهيب الشمس الحارقة، وجفاف قطرة الماء، وانعدام الرواتب ومقومات الحياة بحدها الأدنى، تحت كل هذا الصلف يئن شعب الجنوب العربي من قسوة الأوضاع، التي وصلت حدها الكارثي والذي لا يمت للحياة الكريمة والحقوق المنشودة التي كفلتها كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، ممارسة ممنهجة لتركيع وإخضاع هذا الشعب الذي خرج مدافعاً ومنافحاً عن حقه العادل، تأتي قوى الظلام والعدوان لكيل أبشع واقذر المؤامرات على هذا الشعب العربي الحر.
تعيش الحبيبة عدن وتقاسمها المعاناة كل أخواتها من محافظات الجنوب الحبيب، ألم وقساوة حياة رفضتها، تعيش الحبيبة عدن عقوبة عروبيتها ونضالها المشروع من أجل الحياة الكريمة، تدفع ثمن استبسالها ووقوفها أمام مغول العصر، وأمام المشاريع التي كانت تستهدف أمن أمتنا القومي وقيمنا العربية الإسلامية، لتكافئ بالحرمان من أبسط مقومات الحياة الكريمة، وليعيش المواطن الجنوبي محروماً من حقوقه، محروماً من راتبه الذي بالكاد يسد رمق أطفاله، محروماً من قطرة الماء، محروماً من الكهرباء ليطفئ بها لهيب حر مميت.
إننا في الجالية الجنوبية بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، وكجزء من نسيج هذه المعاناة والوضع الكارثي نقاسم أهلنا في الداخل ونشهد الله أننا نشعر بكل لحظة معاناة وألم لشعب حر كريم، شعب عربي أصيل، كان يستحق أن يحيا حياة كريمة.
لقد تابعنا قرار محافظ العاصمة الحبيبة عدن، الاستاذ / أحمد حامد لملس، بشأن منع توريد إيرادات العاصمة عدن للبنك المركزي، وذلك من أجل دعم ملف الخدمات، لتخفيف المعاناة عن ذلك المواطن الحر الصامد، وإننا كجالية لأبناء الجنوب العربي في المملكة والخليج إذ نشيد ونبارك إتخاذ مثل هكذا خطوات تساهم في رفع الألم عن أهلنا واخواتنا، فإننا في الوقت ذاته ندعو وبقوة الحق والإرادة الصلبة من قيادتنا السياسية، والممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وقائد مسيرتنا الوطنية الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي لاتخاذ الإجراءات اللازمة لرفع هذا الأمر عن رقاب أبناء الجنوب العربي، وإننا كجالية سنكون مؤيدين وداعمين وعلى العهد الذي اقتطعناه على أنفسنا بأننا مع قيادتنا السياسية ومع شعبنا الجنوبي ولن نحيد أو نميل.
إننا نجدها فرصة لتأكيد العهد والثقة بقيادتنا السياسية ومشروعنا الوطني الممثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وبقائد ربان سفينة الوطن الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.