لقد أثبت الإنسان أنه أخطر مخلوق حي يعيش على كوكب الأرض. فمنذ أن ظهر الإنسان على سطح الأرض وهو يقتل ويدمر ويسبب المعاناة لمن حوله بلا رحمة. لقد سبب الحروب والصراعات والمجازر التي أودت بحياة مئات الملايين من البشر، كل ذلك لأسباب بعضها منطقي….وبعضها غير منطقي مثل: الجشع والطمع والرغبة في السيطرة وحب التملك.
لم يكتفي الإنسان بقتل أخيه الإنسان بل أباد الكثير من صنوف الحياة الأخرى على وجه الأرض. فالكثير من أنواع الحيوانات والطيور والأسماك قد انقرضت بفعل الصيد الجائر والتلوث الذي سببه، ولم يتوقف عند هذا الحد بل أخذ يدمر الغابات في طمع دائم في التوسع والاستغلال المطلق للأرض ويلوث المحيطات بفعل الإهمال حتى أصبحت البحار مليئة بالمواد البلاستيكية التي يقضي على أثرها الثروة السمكية.
إن هذا الإنسان الذي يدعي الحضارة والتقدم لا يزال يتصرف وكأنه المالك الوحيد لهذا الكوكب، وكأن باقي المخلوقات توجد لخدمته فقط. لكن هل فكر هذا الإنسان يوماً بأنه مجرد ذرة رمل في كون شاسع؟ هل أدرك أنه خلق ليكون خليفة على الأرض ومسؤولاً عنها وعما عليها، وليس ليدمرها؟ لقد آن الأوان لهذا الإنسان أن يوقظ ضميره ويتعلم من أخطائه وأخطاء اجداده، وينقل تلك المعرفة لأبنائه وأحفاده. عليه أن يتحمل مسؤوليته قبل فوات الآوان ويعمل على حماية الأرض وما عليها بدل إفسادها.
إن تغيير مسار الإنسان لن يأتي من عمل فرد واحد، لكن يحتاج إلى إدراك وتضافر كافة جهود البشر. فالكوكب الذي نعيش عليه يعاني من عدة أزمات وكوارث وجدت بأيدينا أخطرها ظاهرة الأحتباس الحراري التي تؤدي إلى مقتل الملايين من سكان الكوكب سنوياً عبر تبعاتها الخطيرة مثل الاعاصير والفيضانات وحرائق الغابات ودرجة الحرارة المتطرفة وغيره. يجب علينا بما لا يدع مجالاً للشك أن نتحمل مسؤوليتنا تجاهه بصورة جماعية قبل فوات الآوان.