على مدار سنوات الحرب الغاشمة، مثّل إغراق العاصمة عدن بالمهاجرين وتحديدا غير الشرعيين أحد صنوف الاستهداف الذي تعرض له الجنوب العربي في إطار الحرب الشاملة التي شنتها قوى صنعاء.
القوى اليمنية المعادية عملت طوال الفترة الماضية، على فتح المجال أمام وصول الكثير المهاجرين غير الشرعيين حتى العاصمة عدن، وهو ما زاد من حجم الأعباء على المنظومة المعيشية التي عانت من الأساس من تأزيم شديد على مدار الفترات الماضية.
كما مثّل الأمر تحديا أمنيا وذلك بعدما عمدت قوى صنعاء الإرهابية، على الدفع بالكثير من العناصر الإرهابية التي تسترت وارتدت عباءة المهاجرين وتسللت إلى قلب العاصمة عدن ومثلت تهديدا مفزعا.
هذه التهديدات المستمرة تقابلها القيادة الجنوبية، بجهود واسعة النطاق، تجلت في شن الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، ملاحقات للعشرات من المهاجرين غير الشرعيين في عدد من المديريات تمهيدا لإعادتهم إلى موطنهم.
وشهدت إدارة أمن عدن بمشاركة قوات الحزام الأمني في حملة مشتركة بضبط العشرات من المهاجرين غير الشرعيين من الجنسية الأفريقية في مديريات الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد.
وكانت توجيهات صدرت من المنافذ المحيطة بالعاصمة عدن للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين بملاحقة عصابات التهريب والعمل على إعادة الواصلين إلى بلادهم.
الجهود التي يبذلها الجنوب في هذا الصدد، تحمل أهمية كبيرة بخصوص ضمان تحقيق الاستقرار المعيشي والشامل في أرجاء الجنوب، وتفادي المزيد من التحديات التي تتعمد قوى صنعاء إثارتها في الجنوب.
وتسعى قوى الشر اليمنية أن يكون الجنوب موطنا غير قابلة للحياة الآمنة والمستقرة، وذلك بغية إيجاد مدخل لتنفيذ أجندتها التآمرية والعدائية ضد الجنوب، وتقويض أي معالم للاستقرار على النحو الذي قد يعود بالنفع على مكاسب سياسية في مسار استعادة الدولة وفك الارتباط.