لعل اصدار قرار عقد الدورة السادسة للجمعية الوطنية من قبل الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي و نائب رئيس مجلس القيادة الجنوبية كان طبيعي بعد أن تم إنجاز العديد من الإنجازات الجنوبية على طريق وضع مداميك الدولة و أهمها التوقيع من قبل أعضاء اللقاء التشاوري الجنوبي على الميثاق الوطني الجنوبي و الذي يؤسس إلى دستور دولة الجنوب المنشودة بما تضمنه من خطوط عريضة واسترشادية لوضع مواد الدستور الجنوبي وكذلك إنجاز مهام الهيكلة لهيئات المجلس و كذلك انشاء الغرفة التشريعية الثانية ولعله من الطبيعي بعد هذا أن يتم عقد الدورة السادسة للغرفة التشريعية الاولى للمجلس الانتقالي الجمعية الوطنية لإقرار كل ما تم إنجازه ولكن لماذا تم اختيار موعد انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية يوم ٢١ مايو وهو يوم من ايام الوطن الجنوب العربي و لماذا تم اختيار حضرموت و ماهي دلالات تلك الاختيارات و مما لا شك فيه أن الاختيارات في المواعيد متعوب عليها أي أن اختيار الموعد والمكان لهما دلالات ولهما ارتباطات سياسية عميقة ولعلى اختيار يوم ٢١ مايو يوم اعلان فك الارتباط في العام ١٩٩٤ م من قبل الرئيس علي سالم البيض وأعلن قيام الجمهورية الجنوبية ورغم ما أعقب هذا الإعلان من انتكاسات على المسار العسكري الا انه كان اعلان سياسي و ضع النقاط على الحروف و الغريبة أن هذا الاعلان كان من حضرموت لتواجد الرئيس علي سالم البيض حينها في حضرموت … ولكن هناك دلالات أخرى مرتبطة بتوجيه رسائل للمجتمع الدولي و الإقليمي من خلال انعقاد الدورة السادسة في حضرموت اهم تلك الرسائل الوحدة الجغرافية للدولة الجنوبية القادمة نقطة و من بداية السطر … وحدة التراب الوطني الجنوبي رسالة أننا لن نفرط بذرة تراب واحدة من جنوبنا العربي . رسالة الى التحالف العربي بقيادة المملكة لما يعد من الوقت متسع لبقاء معسكرات المحتل اليمني في الوادي و لم يعد اي مبرر سوى الإفراط في العداوة للشعب الجنوبي . أن رحيل القوات العسكرية للمحتل اليمني من ارض وادي حضرموت أصبح حتميا حضرموت وواديها منبع الديمغرافيا العربية قاطبة لا يمكن أن تكون تحت الاحتلال ابدا .