تقرير / صالح لجوري

قراءة استطلاعية تحليلية للوضع الميداني من الناحية الاسترتيجية والمعنوية في جبهة يافع محافظة لحج وجبهة جنوب محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي

لم يكن التفكير لدى مليشيات الحوثي  وانصارها والمتحوثين  قريبا وليد اللحظة للسيطرة النارية على حدود يافع واخضاعها تحت سيطرتها فقط بل هناك تفكير عميق تحركه غريزة الانتقام والتسلط لدى المليشيات الحوثية السلالية يعتمد هذا التفكير  على منهجية مزمنة  تعمل على ادلجة الافكار الكهنوتية لتكون هي سيكولوجيا التعامل الإنساني من وجهة نظرها وشغفها الجامح في 
استعباد العقل والفكر أولا من ثم التسلل بهذه الافكار إلى مرحلة الترويض،  والتعبئة والقبول الاجباري  للعقيدة الخاطئة المستوردة قديما وحديثا من ملالي إيران  بطريقة ممنهجة  تتيح الفرصة أكبر لدخول المجتمع في دوامة الصراع  النفسي  حول احقية اعتناق فكرا عقائديا معينا يمتلك التأثير على الأرض أيا كان هذا الفكر صحيحا أو خطاءا  أو خرافة في ظل ظروف مجتمعية  يسودها الجهل والتخلف وضعف حاد في تلقي التعليم والثقافة من ثم الانتقال إلى مرحلة تكوين جديدة لديمغرافيا  لازالة حاضنتها تعيش في حالة تصدعات افكار متضاربة شهدتها المنطقة كافكار دخيلة منها واخرى تراكمية
في اوقات سابقة نتجت عنها فوضى لا إرادية بذرت في العقلية المجتمعية سلوكيات دخيلة  منها جنون العظمة عند بعض الشخصيات بسبب تشجيع اقطاب وجنرلات بارزين في النظام  السابق لعقليات التسلط والاستخواذ على الآخر  ،  وكذلك الانانية ، الوهم ، الانفصام السلوكي،  حب الذات ، معاداة النجاح والتطور ، إهمال التعليم ، والثقافة وتلقي المعارف واعتماد المال كمنقذ ومهيمن على كل سبل ووسائل العيش والتعايش  بسلام وتقدم،

 أن منهجية الاستعباد للعقل والفكر التي تعتمد على الترويج والعمل بها مليشيات الحوثي تهدف إلى الوصول باقل التكاليف إلى البسط على  الجغرافيا وتغيير التركيبة المجتمعية بالكامل بكل اريحية دون وجود أي مقاومة فعلية تكلف المليشيات الخسائر الكبيرة في المال والأرواح والعتاد .

كيف بدأت مليشيات الحوثي التسلل إلى بوابة يافع عن طريق البيضاء ؟

من المهم معرفة العوامل والأسباب  التي أوصلت مليشيات الحوثي إلى اختراق أقوى تحصينات بشرية ومقاومة شرسة على مستوى اليمن  وهي مقاومة ٱل حميقان التي عرف عنها المقاومة والتصدي لمليشيات الحوثي بكل ترسانتها العسكرية طول سبع سنوات  كما اشرنا في تقارير سابقة مفصلة عن الاخطاءات الاستراتيجية والعسكرية التي رافقت عملية تحرير مديرية الزاهر في يوليو2021م

وهناك كثير من المسببات والعوامل الفعلية منها : اطلاق الشائعات الخرافية الممنهجة والتي تم تسريبها إلى السكان تدريجيا خلال فترة زمنية طويلة .

•الاغراءات المؤقتة وشراء بعض ضعيفي  النفوس .

خذلان مقاومة ٱل حميقان من قبل التحالف العربي ، وحكومة 
الشرعية وجيشها والانتقالي الجنوبي .

الاعتماد على شخصيات لإدارة المعركة السياسية والإعلامية من الخارج أثناء عملية تحرير مديرية الزاهر دون ان يكون لهذه الشخصيات تواجد أو تأثير أو معرفة كاملة بمايدور على الأرض

وكذلك الاعتماد على أشخاص محددين لإدارة المعركة على الأرض   وهم ليس لديهم الخبرة والكفاءة في إدارة معركة غير متكافئة ، وهناك ايضا عوامل استراتيجية سبق وان اشرنا إليها في تقارير سابقة ، فبعد أن تم السيطرة على مناطق ال حميقان من قبل مليشيات الحوثي في منتصف يوليو2021م .. بدأت المليشيات تلاحق بعض فصائل مقاومة ٱل حميقان في الشعاب والوديان القريبة من يافع بل ووصل بها الأمر ان قامت بضرب أشخاص وجماعات في حدود يافع .. دون أي رد مركز من قبل القوات الجنوبية إضافة إلى أن مليشيات الحوثي اطلقت الشائعات لتبرير ضرباتها وملاحقتها لمقاومة ال حميقان  بالقول : أن المليشيات لا تريد مهاجمة يافع ولا قوات الجيش المتواجدة  على الحدود وليس لها أي اطماع أخرى فقط تريد ضرب عناصر القاعدة والدواعش بحسب زعمها ، والحقيقة 
ليست القاعدة ولا داعش ، بل  هي  مقاومة ٱل حميقان.
وقامت مليشيات الحوثي بتفجير  منازل تابعة لافراد من المقاومة وسط صمت مطبق من القبائل في مناطق ال حميقان وفي جبهة يافع

وقد  اوجد هذا الاهمال والتفرج على ماتقوم به مليشيات الحوثي ضد افراد المقاومة وملاحقتهم نوع من التذمر  والاستياء لدى مقاومة ٱل حميقان الذين اتخذوا من الحدود مقر لهجماتهم ضد الحوثي مما  اضطرتهم الظروف  إلى تركها والنأي بأنفسهم في ملاذات أخرى  بعيد عن مناطق التماس .
فبعد أن تخلصت المليشيات الحوثية  من خطر مقاومة ٱل حميقان بدأت بمهاجمة مواقع للقوات الجنوبية  وقرى ومساكن المدنيين  في الحد يافع  الحقت فيها الاضرار والخسائر.  

*مليشيات الحوثي تستهدف النسيج الاجتماعي في يافع و البيضاء

لاشك أن أي حرب قتالية يتزامن معها الحرب الإعلامية  في الجانب المعنوي والشائعات والخدع  والترويج بالترهيب تارة وتارة أخرى بالترغيب   لكن في الحرب الحوثية المليشياوية المدعومة  من إيران بداعي الدين والعقيدة الرافضية المجوسية  هناك عدة وسائل دعائية تعتمد على  استخدامها المليشيات حيث أنه بمجرد أن سيطرت على اراضي ال حميقان عمدت إلى استهداف النسيج الاجتماعي  في ال حميقان ويافع    والامثلة كثيرة على هذه النوع من الحرب القذرة  التي تهدف إلى تقطيع اوصال المجتمع في بعضه البعض من خلال بث الشائعات المغرضة وتغليب طرف على آخر ودعم فئات ضد فئات داخل المجتمع  في مناطق آل حميقان وفي المقابل تستخدم بعض عناصر  وادوات  كان يستخدمها نظام عفاش لاثارة الفتن والحروب القبلية والصراعات الداخلية  داخل مديرية الحد يافع  ومناطق اخرى في محيطها    وهاهي الصراعات القبلية واثارة الفتن   تعود إلى الواجهة من جديد بنفس الأدوات والاشخاص  مع اختلاف بسيط في الداعم والراعي لإذكاء الصراعات والمشاكل القبلية وهناك ايضا أسلوب جديد تستخدمه المليشيات لاثارة الفوضى وتمزيق النسيج الاجتماعي القبلي بين يافع وجنوب البيضاء والمعروف ان هذه القبائل لها روابط اخلاقية واجتماعية وقبلية منذ قديم الازل لكن المليشيات لجأت إلى تجنيد عناصر  من قرى وقبائل ال حميقان عرف عنهم سابقا معاداه المقاومة من ابناء جلدتهم أثناء وجود المليشيات خارج اراضيهم  أو كما يسميهم ال حميقان (( سفله القوم)) (المتحوثين) الذين خانوا ذويهم قبل أن يخونوا الاخرين ، حيث اوكلت إليهم  مهمة اصدار البيانات ضد القوات الجنوبية وقبائل يافع بالتحديد  والظهور على شاشات إعلام الحوثي  وهم يتحدثون بالفاظ سيئة ضد القبائل في يافع إضافة إلى استمرار هذه العناصر  بالشكوى  عبر تسجيلات صوتيه ومرئية  ..تصف القبائل والقوات الجنوبية بالإجرامية وتنسب أي فعل قبيح إليها  تارة وتارة أخرى تظهر هذه العناصر تهدد قبائل يافع ليس باسم مليشيات الحوثي بل تتقمص صفة قبائل ومشائخ ال حميقان .. وفي المقابل أيضا تجد هذه الهرطقات والهذيان من يعظمها ويحللها ويروج لها  في الطرف الآخر بيافع حيث يبادر اغبياء القوم ممن يسموهم واجهات او متقمصين صفة  قادة _أو الشخصيات المنتفعين باثارة المشاكل والنعرات  الانفعالية الخاطئة

على سبيل المثال لا الحصر يقوم مثل هؤلاء القوم  بالرد ببيانات جوفاء وتهديدات بالونية  هي في الحقيقة لاترفع من مكانة يافع أو القوات المتواجدة فيها بل  تدعم موقف الحوثي وشائعاته .  وتخدم بقاء العناصر المتحوثة المأجورة في الطرف الآخر  بمناطق سيطرة المليشيات والاحتفاظ بمكانتها الوظيفية …  لدى اولياء نعمتها .  والنتيجة بالمجمل هي حرب قذرة تستخدمها مليشيات الحوثي لضرب النسيج الاجتماعي القبلي المترابط عبر مئات السنين في الداخل اليافعي و في الجوار الجغرافي جنوب البيضاء وشرقها لأن ضرب النسيج الاجتماعي يعني تقطيع اوصال التجمعات والعشائر  القبلية والقوات العسكرية وتسهيل مهمة اختراقها  استخباريا وميدانيا  وهذا ماتعمل على  إدارته مليشيات الحوثي في جبهة يافع.. ومناطق ٱل حميقان.

*ملخص لأهم الوسائل والأفكار التي تروج لها المليشيات في البيضاء ويافع

تجدر الإشارة إلى ان الحرب التي تستخدمها مليشيات الحوثي  لم تكن الحرب العسكرية الميدانية فقط بل هناك  عدة وسائل  واساليب وافكار منحرفة  عرف عن المليشيات استخدامها قديما من خلال السلالات الكهنوتية  التي ترتبط بها  سلاليا وعقائديا مليشيات الحوثي  وها هي تستخدمها المليشيات حديثا :

1_, الترويج للعقيدة الرافضية الايرانية الخاطئة ومحاولة اظهارها على شكل كرامات وخوارق العصر  ونسب كل حدث إيجابي إلى هذه للعقيدة المنحرفة والشاذة  .. وترغيب العديد من السكان باغراءات قد يكون معظمها خرافات ومواعيد عرقوبية . وهناك مقولة لاحد افراد المقاومة في الحبج تم اعتقاله من قبل المليشيات واثناء وجوده في المعتقل جاء إليه المرشد الديني للمليشيات قائلا له يافلان « عد إلى رشدك وارفض العدوان وقاتل مع المسيرة القرأنية فبمجرد موافقتك ينفك قيدك تلقائيا وتتجهز لك واحد وعشرون حورية في انتظارك على ابواب الجنة في حال استشهادك » قفز صاحب الحبج حتى وقف على رجليه  قائلا: «  _ لك الجن تشلك يافقيه_  يا  اخي  انا جالس مع المقاومة سبع سنوات ولم احصل على واحدة من بنات  الحبج تزوجوا اصحابي من يساري واليمين وانا اتمنى إننا اشوف _ جرعول _ يقصد ثوب نسائي ، وانت تقول لي 21 حورية دفعه واحدة عليا الحرام لو احضرت لي الجنة إلى هنا ما اتزحزح.. لوفيك خير اخطب لي واحدة من حقات الحبج وال 21 الحوريات لك . » فبهت… صاحب المسيرة الإيرانية امام رجل صادق ووفي لأهله وقضيته رغم بساطته وتواضع ثقافته.

2_إذكاء جذوه الصراعات والحروب القبلية .. واستخدام ارباب السوابق والمنحرفين في عمل الاختلالات الأمنية وإغلاق السكينة في المجتمع .
3_ بث الشائعات الكاذبة .. والخرافات وترويجها على نطاق واسع ،
4_ ارتكاب الجرائم في مناطق سيطرتها باساليب متعدده ونسبها إلى الطرف الآخر في جبهة يافع .
5_ ايواء وحماية تجار ومروجي المخدرات في مناطق سيطرة المليشيات  ومحاولة ترويجها وبيعها في مناطق سيطرتها ومناطق يافع  لافساد المجتمع وتدميره .
6_تجنيد إعداد كبيرة من الفتيات الجميلات  من مختلف المحافظات  وارسالهن إلى مناطق الحدود والداخل اليافعي بصفة متسولات والحقيقة ان هؤلاء النسوة يقمن بعدة مهام لا حصر لها هنا وقد اثبتتها  كثير من التحقيقات والوقائع.
7_  نقل إخبار ووقائع لما يشبه الفضائل والمحاسن  والبطولات الخرافية التي تقوم بها المليشيات  من مناطق سيطرتها في البيضاء وغيرها  إلى مناطق يافع ومابعدها  كل هذا التضليل والترغيب يهدف إلى تصوير مليشيات الحوثي ملاك منزل ومادونها شياطين ومرتزقة . 
8_ استخدام  المنظومة الإعلامية للمليشيات  في بث  مقاطع واخبار ولقاءات تؤكد ان المليشيات تمتلك اسلحة  ومعدات حربية  لايمتلكها احد غيرها في العالم لم يتبقى إلا ان تقول ارسلت من السماء .. ومثل هذه الاخبار هي حرب نفسية تستخدمها المليشيات عن بعد ضد المجتمع والقوات العسكرية التي تواجهها في كل مكان ،، وفي نفس الوقت رسالة لمجتمع حاضنتها و المحيط بها  تؤكد انها قوية ويصعب استسلامها .. وهذه الاسلحة  والمعدات والاجهزة التي تروج لها المليشيات لاتوجد إلا في افلام الخيال العلمي في هيوليود .

9_ تنشيط وإذكاء الصراعات الدينية  بين مختلف الجماعات  بطريقة غير مباشرة  .. وكذلك محاولة المليشيات  العمل على تكوين صراع طائفي بالمستقبل القريب جدا  في مناطق لم تعرف هذا الصراع من قبل كان ذلك في البيضاء او محيطها .. يافع، ومديريات ابين ولحج . ولكن هناك بعض الإشارات التي بدأت تظهر ولو من الناحية العاطفية و قد تكون ناقوس انذار لخطر  محتمل  إن لم يتم تداركها والتصدي لها بالوسائل الممكنة والمستحسنة .

*الاسباب التي شجعت مليشيات الحوثي بالتمترس والاعتداءات على حدود يافع

هناك أسباب كثيرة جعلت مليشيات الحوثي تتمترس وتشن هجماتها   على القوات الجنوبية وتستهدف  الكثير من القرى بل وتضرب اهداف في الداخل اليافعي كل هذا ليس لأن مليشيات الحوثي تملك القوة العسكرية أو التكتيك الذي يحفظ بقاءها على حدود يافع  بل هناك عوامل واسباب أخرى  سوف نتطرق بايجاز إلى اهمها :

أولا : 
تماهي واهمال التحالف العربي بحسب  عسكريين وشخصيات قبلية تؤكد بأن التحالف العربي يرفض رفضا قاطعا تحريك هذه الجبهة أو ردع مليشيات الحوثي بضربات قوية تجبرها على الانسحاب من حدود يافع.

ثانيا إهمال حكومة الشرعية وقيادة الانتقالي الجنوبي  في دعم هذه الجبهة الدعم الكافي وترتيب اوضاعها عسكريا وامنيا  وامدادا  

ثالثا  عدم ترتيب هذه الجبهة ترتيب عسكريا وفقا للمهام والتخصصات  وتهميش أصحاب الخبرة والمعرفة بالشان العسكري وبطبيعة المعركة والمنطقة 
• وكذلك المحاصصة المناطقية والقروية والعاطفية  في ترتيب القيادات الميدانية والمواقع وما إلى ذلك …

• الاعتماد  أو تعيين قيادات لبعض  المواقع والقطاعات من شخصيات ليس لهم خبرة في الشأن العسكري الميدانية في مسرح العمليات  _هذا أن لم يكونوا غير مرحب بهم من المجتمع  …    لكن يتم تعيين مثل هذا النوع لمجرد ولائه للقائد الفلاني أو غير ذلك (……)  يحصل هذا من قبل  بعض  قيادات وحدات عسكرية معينه ،   بطريقة استفزازية  لمشاعر الجنود المقالتلين والمجتمع المحيط بهم كان ذلك بقصد أو بدونه، بحسب ما يتداول .

رابعا : 
انتشار بعض الشائعات المؤثرة   مثال : ظهور تسريبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي  لجنود  تتهم بعض القادة بسرقه الامدادات .. وللعلم أيا كان مصداقيه هذه التسريبات  أو عدمها _  لكن مثل هذا النوع له نتائج سلبية … لا حصر لها . 
نشر إخبار أو تصريحات  مغلوطة  لجنود أو شخصيات  غير مدروسة أو معرفة اهميتها 
دون  علم القيادة أو علمها بعد النشر دون محاسبة أو نفيها 
وقد تكون مثل هذه الاخبار  الغير مدروسة تدعم شائعات تطلقها مليشيات الحوثي وتقدم لها خدمة مجانية بسبب تصرف خاطىء.  

خامسا : ضعف الجانب التثقيفي التعبوي  المعنوي للمجتمع والمقاتلين  …  

سادسا: إهمال الكثير من رجال المال والأعمال والشخصيات اليافعية والجنوبية لتقديم الدعم  المباشر  اسوةا بما يقدموه في جبهات أو أماكن أخرى وهناك أسباب كثيرة لايسمح المجال ذكرها … !!

*شائعات تطلقها مليشيات الحوثي الهدف منها ارباك المشهد

ليس بالغريب على هذه الفئة الباغية المنحرفة التي عرفت  بمليشيات الحوثي  ومطابخها الاستخبارية  فعل أي شيء

بعد مقتل الشهيد  القائد العميد هدار الشوحطي اطلقت المليشيات شائعة مسربه تقول (  ان القائد هدار لم يقتل برصاص مليشيات الحوثي).

لماذا؟

الإجابة: تقول:
 ان المليشيات تريد ان توصل رسالة ليس لافراد القائد هدار أو  الوحدة العسكرية التي يقودها لانهم على علم بكل التفاصيل  لكن الهدف هذا  إيصال رسالة للوحدات الآخر ى والمجتمع مفادها :
ان جميع الوحدات مخترقة وبامكان المليشيات ضرب آي هدف بانتقاء وتركيز دقيق بما في ذلك قيادات الوحدات .. لخلق نوع من الاحباط النفسي والشك بكل المحيطين  والتذمر لسوء تصرفات القيادة .. والإيحاء بان مليشيات الحوثي تمتلك قدرات خارقة في المعركة الميدانية والاستخبارية .

والمؤسف أن مثل هذه الشائعات تجد من يروجها بغباء ايا كان ذلك بقصد او بدون قصد . ولكن سرعان ما  تخيب وتنتهي  هذه الشائعات فبمجرد ان استمع  لها  الناس الوطنيين والكفاءات الفكرية والعسكرية  في الجبهة  وخارجها  تم الرد عليها بمفاجئات لم تتوقعها المليشيات..

اولا : ان المليشيات اخطاءت عند ما استخدمت هذه الحادثة للتضليل والحرب الإعلامية لان شخصية هدار وحاضنته المجتمعية والعسكرية قوية جدا  ويحظى بشعبية قوية جدا  ويتنقل في كل مكان داخل المجتمع 
ثانيا .. عرف عن هدار في الجبهة الشرقية في الحد الاقدام والشجاعة والتضحية  وقيادة كافة العمليات الهجومية والدفاعية في الجبهة التي هو قائدها  بنفسه شخصيا بل انه كان يتقدم جنوده يمشط بعض المواقع بنفسه  وفي اكثر الاوقات  يتحرك لتنفيذ عملية اشتباك مباشرة مع العدو  نعم لقد اثبت القائد هدار شجاعة نادرة اثناء قيادته للجبهه  وكبد المليشيات اشد الخسائر في الارواح والمعدات ولقنها دروس لن تنساها ،  بالاضافة إلى انه قدم تضحيات كبيرة حيث استشهد العديد من اقاربه في هذه الجبهة وتعرضت منازلهم للقصف  ولازالت هذه القبيلة والمنطقة  ٱل الحيد تقدم تضحيات جسام وصمود اسطوري لا نظير له وهي اسرة و قبيلة مقاومة وشجاعة  قدمت الكثير من التضحيات  ولازالت تقدم التضحية كل يوم .

ثالثا : يوم استشهاد القائد هدار كما اسلفنا ان هذا القائد شجاع وعنيد في نفس الوقت  ففي يوم استشهاده رحمه الله شن مجموعة من القناصة التابعين لمليشيات الحوثي إطلاق نار مكثف إلى مواقع القائد هدار من مسافة قريبة جدا  وماكان من القائد هدار إلا ان آخذ سلاحه الرشاش وبدا في مواجهة قناصة المليشيات إلى جانب جنوده  وأقاربه واستمرت الاشتباكات المباشرة  حتى ان الاصوات كل طرف يسمع الآخر  ورفض القائد هدار الخروج او التراجع  حتى القضاء على المهاجمين وقد  اجبرته شجاعته وتحديه لهم من الخروج من خط الدفاع إلى الهجوم المكشوف حتى استشهد برصاص قناصة الحوثي .. وفي المقابل لم يستسلم جنود هدار او يتراجعوا بعد مقتل القائد  بل استمروا بمهاجمة موقع المليشيات وقناصته وفاءا للقائد وتنفيذ اوامره  حتى تم قتل من كانوا في موقع المليشيات وشاركوا في الهجوم ،   وجرح نحو اثنين من افراد القائد هدار .
ففي مثل هذه الشائعة التي سربتها المليشيات  تهدف إلى  تعميم الارتباك  وخلط اوراق كثيرة لكن تاريخ الرجل والوقائع على الارض وجهود المخلصين سرعان ما انكشفت  وخابت المليشيات … وشائعاتها .

*المفاجئة

مليشيات الحوثي تفتح ابواب قبورها  بيدها بعد مقتل القائد هدار حيث بادرت القيادات الميدانية في الوحدة العسكرية التي كانت تحت قيادة القائد هدار  بالهجمات المتكررة وقنص عدد من قيادات الحوثي بما فيهم قادة وحدات ومشرفين

وتم تعيين القائد ناصر الشوحطي خلفا للقائد هدار لقيادة اللواء الرابع والجبهة الشرقية  وهذا القائد اشد صلابة ودهاء بل واكثر مرونة وشجاعة ويحظى بشعبية واسعة لدى المقاتلين والسكان.

*العمالقة وقوات المقاومة الجنوبية ترد على شائعات المليشيات وهجماتها
 

سرايا العمالقة والمقاومة الجنوبية هي وحدة عسكرية مشتركة موحدة الهدف والعقيدة  والقيادة  ، كثفت  هجماتها بعد مقتل الشهيد هدار واستشهاد ثلاثة من افرادها هما الشهيد علي شيخ ، والشهيد سليم ابو هاجر ، والشهيد راشد الصانع الفردي  رحمهم الله حيث استهدفت عشرات الاطقم وقيادات ميدانية وضباط بارزين وقادة وحدات حوثية ليس في خطوط التماس مع مليشيات الحوثي فقط بل في العمق الاستراتيجي لمليشيات الحوثي،بضربات نوعية ارهقت المليشيات واجبرتها على التراجع.

*مليشيات الحوثي في حالة هلع  في مناطق ال حميقان

منذ نحو أربعة اشهر على الاقل    تعيش معظم قوات الحوثي حالة من الرعب والهلع حتى ان بعض الافراد باعوا اسلحتهم  للمواطنين وهربوا إلى مناطقهم وقراهم بحسب  تأكيدات من مناطق تواجد القوات  بعد ان فوجئت مليشيات الحوثي بخيبة تدبير قيادتها  الذين يجبروهم على التحرك إلى مناطق يواجهوا فيها الموت المحقق دون غيره
من جهة ومن جهة  قامت قوات المقاومة الجنوبية والعمالقة  بتحديث عمليات قتالية بواسطة قوات مدربة تدريب قتالي عالي من المجاهدين الابطال  قادرين على التحرك في اي مكان واستهداف  المليشيات بالعمق الاستراتيجي لها كما هو حاصل بالفعل و هذا ما  اربك  المليشيات الحوثية  وجعلها تعيش حالة من الخوف والهلع   الملحوظ  .. مما اضطرها إلى القصف المدفعي  العشوائي من مناطق بعيدة وتحريك الطيران المسير  فوق  القرى والمناطق الماهولة بالسكان المدنيين   والحاق أضرار وخسائر بالغة في مساكن المدنيين وزرع الألغام عشوائيا في قرى ومراعي الاغنام واستخدام بعض المرافق المدنية مثل المدارس والمساحد  ومساكن المواطنين في مناطق ال حميقان جنوب البيضاء  متارس عسكرية  واجبار السكان على قبول بقاء القوات بين مساكنهم  للاحتماء بهم .. لاستدراج القوات الجنوبية لقصف المساكن..

وهذا مادفع  القوات الجنوبية كما اسلفنا إلى إتباع اساليب جديدة تستهدف المليشيات دون غيرها  في اماكن لم تكن تتوقعها  لتفادي  استهداف مساكن المدنيين  وردع تعنت المليشيات .

*إجراءات لابد من اتباعها على وجه السرعة

• إعاده  تشكيل قيادة عسكرية مشتركة وتدعيم القيادة بقيادات عسكرية من اصحاب الخبرة والكفاءة  ويتم من خلالها ترتيب أوضاع الجبهات وقياداتها الميدانية ترتيبا عسكريا يعتمد على الكفاءة والخبرة  ومتطلبات الحالة لمسرح العمليات من التخصص  والتكتيك  ونوعية التسليح …إلخ و خالي من الترتيب المناطقي والولاءات والمحاصصة .

•تشكيل فريق متخصص ومتنوع  من كافة القوات ومن خارجها  بما في ذلك انتداب شخصيات مؤثرة ذات كفاءة  عالية من المدنيين والعسكريين 
لتشكيل جهاز متكامل للتوجيه  المعنوي الحربي والتثقيف التعبوي 
للقيام بالمهام التوجيهية والتعبوية والحشد ودحض الشائعات بشرط ان تتوفر له كافة الامكانيات ، ويتم عمله ميدانيا بين القوات والسكان  ومن خلاله يتم تعيين ناطق عسكري وإعلامي للجبهة وعبره يتم التصريح  والادلاء باي إخبار او معلومات  او بيانات او الرد على أي تسريبات  بصفه رسمية .. وتجريم أي شطحات أو أخبار مغلوطة لاشخاص خارج إطار الجبهه الرسمي ومحاسبة من يقوم بأي فعل لا يتوافق مع أهداف الجبهة وإعلامها الحربي أو يضر في الجبهة أو السكان ،

• ترتيب وضع افراد وقيادة مقاومة ٱل حميقان منهم المتواجدين بيافع والمشردين في مناطق آخرى والذين  اجبرتهم الظروف بالبقاء في مناطق ال حميقان تحت سيطرة الحوثي  … ويكون ترتيب الوضع على نحو ان يتم أيواء المتواجدين في يافع وغير يافع الايواء المناسب ودعمهم .. وتقديرهم واعطاء التسهيلات اللازمة واستيعاب الكفاءات منهم في الأماكن المناسبة أيضا   .. وفتح قنوات تواصل لافراد المقاومة الذين يتواجدوا في مناطق سيطرة الحوثي  واخراجهم منها ان امكن لإعادة ترتيب أوضاعهم ، لأنه بكل تأكيد لاتوجد حاضنة حقيقية لمليشيات الحوثي وافكارها ومعتقدها الإيرانية في مناطق ٱل حميقان  مهما  تم اجبار البعض أو النفر من قبل المليشيات للتصوير أو الظهور بشكل يوحي بالرضى والترحاب بالمليشيات ، فهذا غير صحيح  فقط هو لتجنب عبث المليشيات وإجرامها الذي تمارسه على سكان مناطق ال حميقان .

•  فرض مراقبة  شديدة على محيط الجبهة من الداخل على طول وعرض الحدود ومنع آي وقوف للشاحنات  والمركبات والاليات والافراد في محيط الجبهة .

.  عمل إجراءات وضوابط لسوق القات في المحاجي  والدخول والخروج إليه  ومنع تجمع العسكر فيه ، ومعرفه من يرتاد هذا السوق ومن أين؟………. !! والذي لايبعد عن الجبهه الشرقية  ومحيطها إلا ببعض المترات  أي بمسافة بسيطة

• استيعاب افراد المقاومة الجنوبية المتطوعين للقتال في الجبهة  الصامدين اعوام مضت وهم بدون مرتبات على أن يتم استيعابهم ماليا واداريا  كبقية الوحدات تكريما وتقديرا لهم ولدورهم البطولي  النادر في جبهة الحد يافع دون حصولهم على آي مستحقات بل جاؤوا بدافع الدفاع عن الدين والعرض والوطن لاغير.

*اهم خطوة يتطلب القيام بها من قبل التحالف العربي وحكومة الشرعية والانتقالي

للحفاظ على جبهة يافع  وسلامة مقاومة ٱل حميقان جنوب البيضاء وبقية الجبهات في محيط محافظة البيضاء  وتامين  محافظة أبين  من أي اختراقات مفاجئة وضمان عدم حدوث آي اختراقات أمنية  في المناطق المحررة!!
 يجب على  قوات التحالف العربي  ممثله  بقيادة قوات التحالف في المناطق المحررة بالعاصمة عدن وحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي وكل من يهمه الأمر :

أن يبادر الجميع وبدون تردد أو خلق أعذار لا تجدي نفعا ، هو إبعاد ودحر  مليشيات الحوثي بالقوة والردع عن خط التماس مع جبهة يافع عشرون كيلو متر على الأقل في اتجاه مدينتي البيضاء وذي ناعم وتحرير منطقة ال حميقان بما فيها مديرية الزاهر التي تقع في نفس المسافة المذكورة  وإعاده تموضع لمقاومة ال حميقان  في مواقعها السابقة  في جبهة الحبج وغيرها مع دعمها واسنادها بكل أنواع التسليح والأفراد.

• يجب ان يعلم الجميع أن تأمين  جبهة الحد يافع  ومناطق ال حميقان يعني  تامين لكافة الجبهات  الممتدة على حدود المناطق المحررة بحسب تأكيدات خبراء وقادة عسكريين  وأي خلل في هذه الجبهة أو اختراق لا سمح الله وهذا التوقع مستبعد    بحسب مانشاهدة من صمود واستبسال من قبل الجيش الجنوبي  والقبائل  في جبهة الحد يافع إلا أن واقع التغيرات والتناقضات في السياسة المتبعة تجاه مليشيات الحوثي الإرهابية بالمحيط الاقليمي والدولي قد تلقي بضلالها وتاثيراتها    على الجبهة موضوع حديثنا وجبهات اخرى  وربما تسفر عن نتائج سلبية  تستفيد منها المليشيات الحوثية  في اكثر من مكان لصالحها .  ان لم يتم تدارك هذه الثغرات المحتملة بعمليات استباقيه  تفشل آي تحركات للمليشيات الحوثية مستقبلا ايا كانت التغيرات والتناقضات الاقليمية والدولية.
 

 
مقدم صحفي متقاعد/ ومحلل استراتيجي في الشان العسكري في البيضاء ويافع / ومتواجد في المنطقة منذ 2016م