فإن مناقبهم وبطولاتهم وإرثهم وعرق جبينهم وكل شي بذلوه فداءً لأوطانهم سيتذكرها رفاقهم بحسرة وألم ذلك لأنهم في غالب الأوقات يرحلون عن هذه الدنيا كعادتهم بصمت وبساطة ، توارت عن دنيانا وجوه عهدناها ملازمة لميادين الشرف والبطولة ٱناس كرسوا جل حياتهم وأفنوا أعمارهم في سبيل النضال الطويل لم يكلوا أو يملوا بل كانوا رموزاً للثبات والعنفوان وعنوان للصمود في أحلك الظروف ، ومن هؤلاء الأفذاذ البطل المناضل الوالد العقيد سيف ناصر المئن عضو القيادة المحلية للمجلس الإنتقالي الجنوبي محافظة لحج وأحد مؤسسي الحراك الجنوبي ومن طلائع الثوار الذين أشعلوا الأرض نارً تحت اقدام المحتلين ،
رغم تعدد الأمراض التي أصابت جسده النحيل إلا إن حبه لوطنه الجنوب حُتم عليه أن يظل حارس أميناً كغيره الكثير من الشرفاء ، عندما كان الكثير من ثوار اللحظة في عالمهم الخالي من حب الجنوب وجدنا العم سيف كالنبراس المضيئ في قمة جبل يحيط به الظلام من كل الإتجاهات فلله درك ايها الصنديد ، عرفناك زاهداً خفيف الظل بعيداً عن الأضواء بذلت عمرك في سبيل قضية شعبك المظلوم فكنت لنا نحن الشباب نِعم الأب نضالاً وثباتاً وقوة بأس وهذا هو حال المناضلين الحقيقيين كما عرفناك مبتسماً مكابر عن الآلام والمصاعب وكان العنوان العريض بالنسبك لك هو تحرير الجنوب وبلوغ الأهداف العظيمة ،
رحلت عن عالمنا فتركت جرحاً مؤلماً في قلب كل ثائر حر رافقك وتشرف بمسيرتك الفذة
رحلت بصمت تحت نسائم الدنيا وغيث السماء دون ضجيج كعادة العظماء من قبلك وبعدك وعهداً مِنا أن نستمر بذات الطريق الذي بدأناه معاً ذات يوم لن نبرح الحقول حتى نستشف منها عبير النصر المؤزر ولكل فرد مِنا أيامه ونهايته