يحيي الجنوبيون، اليوم الاثنين، ذكرى غالية على قلوبهم وهي تحرير محافظة حضرموت من براثن التنظيمات الإرهابية المتطرفة وتحديدا تنظيم القاعدة الإرهابي، في معركة وملحمة لا يُنسَى الدور الإماراتي العظيم بها.
معركة تحرير ساحل حضرموت وتحرير مدينة المكلا انطلقت ضد تكالب خبيث ومشبوه بين تنظيم القاعدة والمليشيات الحوثية، ولعبت دولة الإمارات دورا الحسم فيها.
عملية التحرير استغرقت أكثر من ستة أشهر، حيث بدأت بتجنيد وتدريب القوات من أبناء حضرموت والتي شكلت النواة الأولى لـ”النخبة الحضرمية” مرورا بإطلاق العملية العسكرية وتحرير المديريات وحتى عمليات دك أوكار الإرهاب.
عملية التحرير التي أشرفت عليها القوات المسلحة الإماراتية، تضمنت العمل على إنهاك التنظيم عسكريا وماليا قبل عزل بؤره والقضاء عليها واحدة تلو الأخرى، ما أفقده حتى قدرة معاودة التمركز في جغرافية جديدة.
انطلقت المعركة في 24 أبريل 2016، عبر هجوم من 3 محاور قتالية في عملية عسكرية شلت قدرات التنظيم الإرهابي بوقت قياسي، حيث التقت المحاور الثلاثة في ساحل حضرموت ثم اتجهت صوب مدينة المكلا، عاصمة المحافظة.
المحور الأول انطلق من جهة الشرق وتحديدا من بلدة الهضبة وصولا إلى الضبة وهو ميناء الزيت الأساسي في حضرموت، فيما توغل المحور الثاني من جهة الغرب عبر الطريق القبلية وصولا إلى المكلا نفسها.
المحور الأهم في المعركة كان محور الوسط وقاده ميدانيا اللواء ركن فرج البحسني، بمشاركة ضباط من الجيش الإماراتي وانطلق من بلدة قريبة من “غيل بايمين” باتجاه بلدة “عبدالله غريب” وصولا إلى مطار الريان قبل التوجه للمكلا.
واجه هذا المحور الرئيسي على وجه التحديد معركة شرسة خصوصا في بلدة “الدواس”، الذي تضم معسكرا شديد التحصين لتنظيم القاعدة الإرهابي، قبل أن يتدخل الطيران الحربي للتحالف ويدك هذا المعقل لتعبيد الطريق أمام جنود النخبة الحضرمية.
بعد انهيار تنظيم القاعدة الإرهابي في الدواس، تراجع التنظيم للتحصن أكثر في بلدة العيون عبر تشييد خط دفاعي حصين بمشاركة الأسلحة الثقيلة والدوريات القتالية ما دفع قوات النخبة للتراجع بضعة كيلومترات لتتدخل مقاتلات التحالف في ضربات حاسمة وسريعة لمعقل الإرهابيين ليتم توغل القوات حتى “الريان”.
بعد ذلك، لم تتوقف العملية العسكرية لتحرير المكلا و”غيل باوزير”، لكنها امتدت لتنفيذ 3 عمليات لا تقل أهمية لتحرير الأجزاء الغربية ومرتفعات حضرموت وحملت أسماء “المسيني” و”الجبال السود” و”الانتشار الأمني” في منطقة دوعن ومحيطها.