صفقة أتت أكلها باليمن وصنعت “فرحة” عمت أرجاء هذا البلد بعد أن لمت شمل 887 أسيرا ومختطفا بعائلاتهم وذويهم
وفي يومها الأخير، تشد الرحال إلى محافظة مأرب، شرقي اليمن، حيث احتضنت عملية تبادل نحو 196 أسيرا ومختطفا من بينهم 4 صحفيين كانت رقابهم على حبال مشنقة مليشيات الحوثي الإرهابية
وتتوج عملية تبادل الأسرى والمختطفين في محافظة مأرب 3 أيام من السعادة عاشها اليمنيون في شهر رمضان المبارك رغم ظروفهم الاقتصادية والمعيشية بعد أن مزقت رحى حرب مليشيات الحوثي أوصال المجتمع اليمني
وكانت الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي اتفقت الشهر الماضي في العاصمة السويسرية برن على تبادل 887 أسيرا ومختطفا على 3 مراحل بينهم 19 من قوات التحالف، في ثاني أكبر عملية تبادل منذ عام 2020
تفاصيل اليوم الأخير
مصادر حكومية قالت لـ”العين الإخبارية”، إن طائرات أقلعت من مطاري تداوين العسكري في مأرب الخاضع للحكومة اليمنية وصنعاء الخاضع للحوثيين بشكل متزامن وتقل على متنها أكثر من 196 أسيرا ومختطف
ووفقا للمصادر فإن طائرات للصليب الأحمر الدولي أقلعت من مطار تداوين في مأرب تقل على متنها 107 أسرى من مليشيات الحوثي جلهم ممن تم أسرهم في الجبهات
وبالتزامن أقلعت طائرتين تقل 89 مختطفا من صنعاء بينهم 4 صحفيين اختطفتهم مليشيات الحوثي من المنازل والشوارع وأماكن أعمالهم وتوجهت صوب مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها شمالي اليمن، طبقا للمصادر
وبحسب المصادر فإن أبرز من أفرجت عنهم مليشيات الحوثي في اليوم الأخير من تبادل الأسرى هم الأربعة الصحفيين المحكوم عليهم بالإعدام ونجل علي محسن الأحمر
والسبت الماضي، شهد إقلاع طائرات قلت 357 محتجزًا تم إلى اقربائهم، وذلك من مطارات صنعاء والرياض وأبها والمخا، بينهم 19 أسيرا من قوات التحالف بالإضافة إلى نحل وشقيق طارق صالح
والجمعة، أقلعت طائرات تقل أسرى ومختطفين بشكل متزامن من مطاري صنعاء وعدن وجمعت حوالي 321 أسيرا بذويهم وأعادهم إلى ديارهم في خطوة من شأنها بناء الثقة على خطى استكمال هذا الملف الإنساني
وإجمالا، نقلت الطائرات الأممية نحو 706 عناصر من أسرى مليشيات الحوثي وجميعهم من المقاتلين الذي تم أسرهم في الجبهات، فيما نقل 181 أسيرا بينهم مختطفين مدنيين اعتقلتهم المليشيات لمساومة أهاليهم
بناء الثقة
عمليات تبادل الأسرى والمختطفين تعد أحد أهم إجراءات بناء الثقة بين الأطراف اليمنية وبارقة أمل تمهد الطريق لمفاوضات سياسية شاملة وذلك رغم عراقيل المليشيات الحوثية وحيلها في هذه الملف الإنساني
كما تعد ثاني أكبر صفقة لتبادل الأسرى منذ عام 2020 التي ضمت تبادل 1081 أسيرا ومختطفا، وذلك ضمن اتفاق ستكهولم الموقع أواخر 2018 والرامي إلى مبادلة نحو 16 ألف معتقل وأسيرا من الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي
وينظر لصفقة رمضان لتبادل الأسرى أنها أحد مفاتيح السلام، حيث تزامنت مع “لقاءات إيجابية” أجرها الوفد السعودي الذي زار صنعاء مع قيادات مليشيات الحوثي
يأتي ذلك في إطار جهود إقليمية مكثفة وجهود دولية حثيثة لإحياء مسار السلام وتثبيت هدنة إنسانية موسعة مدعومة من الأمم المتحدة تشمل وقف إطلاق النار والتمهيد لعملية سياسية شاملة ووضع حدا لحرب الحوثي المدمرة باليمن