· ما هي الوحدة التي تتحدث عنها أيها الزميل؟ أهي وحدة 22 مايو أم وحدة 7 يوليو أم وحدة ما بعد سبتمبر 2015م؟ أم الوحدة التي حلم بها الحمدي وسالمين وصالح مصلح وعلي ناصر وعبود وعلي عبد المغني وعبد الله با ذيب والرئيس السلال أم ماذا؟
لقد سقطت وحدة 22 مايو صبيحة 7 يوليو وسقطت الأخيرة في 2015م يوم دخلت الجماعة الحوثية تطارد الرئيس الشرعي لـ”الوحدة والوحدويين” إلى قصر المعاشيق، أما باقي الأحلام والتمنيات فمن حق كل واحد أن يحلم ويتمنى ما يشاء وسنعتبر حديثك الطويل العريض في هذا المنشور وما سبقه وما سيليه في هذا الإطار ليس إلا.
· ولأن مفاهيم كـ”الوحدة” و”الانفصال” هي مفاهيم نسبية وقابلة لعشرات التأويلات والتفسيرات، ولأنك استهللت مقالتك بعبارة ” كان المشروع الإنفصالي يجلب الخجل والتواري والعار، وحري به أن يبقى كذلك على الدوام وإلى الأبد .. وفي زمن الأحرار” فإنني أود أن أسألك ما هو الانفصال ومتى بدأ ومن هو من يبغي أن يخجل ويتوارى ويشعر بالعار؟
إن الانفصال هو تقسيم ما يفترض أنه “شعب واحد” إلى شعبين والأرض إلى أرضين في إطار ثنائيات: الأصل والفرع، السالب والمسلوب، الغالب والمغلوب، المتبوع والتابع، الناهب والمنهوب، المنتصر والمهزوم، الغازي والأرض المغزوة، المحارب وصاحب الأرض التي صارت وما عليها ومن عليها غنيمة حرب بيد هذا المحارب، ذلك هو الانفصال الحقيقي وهو ما تم منذ 7/7/1994م وما تزال نتائجه قائمةً حتى اليوم، وما تلى ذلك من سياسات إقصائية وتمييزية وتدميرية ضد كلما وكل من هو جنوبي، كل ذلك لم يكن سوى تداعيات ونتيجة طبيعية لهذا الانفصال.
إذن فالانفصالي الحقيقي الذي ينبغي أن يشعر بالخجل والعار والتواري وهو المعسكر الذي تدافع عنه وكل من يتبنى السياسات التي تتبناها يا صديقي العزيز
· أعود وأذكرك أيها الزميل أنني قد قرأت مقالا مشابها لنفس مقالك في مطلع العام 1995م أي بعيد حوال ستة أشهر من التاريخ المبغوض عند الجنوبيين 7/7 ويكاد صاحبه أن يقول نفس الكلام الذي قلته في هذا النشور، ولولا وجود أسماء مثل رشاد العليمي والقرارات الدولية لاعتقدتك استنسخت نفس المقال، لكن هذا الكلام كان يصلح للعام 1994م وربما سنة أو سنتين مما بعده من زمن انكسار الجنوب وانتصار قوى الغزو والهمجية وأصحاب فتوى الاستباحة والقتل، بيد إنه لم يعد صالحا اليوم و”في زمن الأحرار” كما قلت، بيد إنني لم أفهم من هم الأحرار الذين تقصدهم في حديثك، أهم الذين حرروا أراضيهم في مائة يوم؟ أم الذين سلموا ديارهم ومناطقهم لتلاميذ علي خامينائي وهربوا إلى الخارج ليتهجموا على صناع الحرية الحقيقيين؟
· لقد حاولت وأنا أقرأ منشورك وأعيد قراءته مرات مرات، أن أعثر على عبارة واحدة أو جملة أو حتى مفردة تطالب فيها بتحرير صنعاء وكل محافظات الجمهورية العربية اليمنية أو حتى بعضها من هيمنة وجبروت وجرائم الجماعة السلالية العنصرية التي تخدم المشروع الفارسي وتمثل مخلبه الأطول في غرب الجزيرة العربية والبحر الأحمر ومضيق باب المندب، لكنني لم أجد شيئا من هذا فأنت مشغول بدعاة “تفتيت اليمن”، وكأن اليمن لم تتفتت بعد، ولم أجد سببا لعدم تعرضك لهذه الجماعة العنصرية، إلا إذا كنت تمهد لشيء ما لا أحد يعؤفه إلا سعادتك!!
أما حديث الزميل العمراني عن احترامه للرئيس السابق علي عبد الله صالح حمل رسالة اعتذار وتودد لورثة الرئيس السابق أعتقد أنهم سيلتقطون هذه الرسالة وسيضعونها قيد اهتمامهم وسيتخذون الرد المناسب الذي ينتظره الزميل السفير النائب البرلماني الوزير علي العمراني.