إلى روحك الخالدة أيها الغائب الحاضر فينا سأكتب عنك بشكل استثنائي في الذكرى السنوية الأولى المؤلمة أيها الفارس الجنوبي فقيد الوطن العقيد ركن محمد صالح حسين أركان حرب اللواء الخامس دعم وإسناد ردفان.
إن الحديث عن الوالد القائد محمد صالح حسين بهذا الوزن يطول ويطول وهو امتداد لأسرة مناضلة مازالت في ميدان العطاء ، فالكلمات تتبعثر أمام علم من أعلام الجنوب أمام تلك الصفات التي يتمتع بها من التواضع والأخلاق والكرم والتعاون والشجاعة والمواقف الوطنية.
في ذكرى وفاتك الحزينة كان رحيلك مؤلماً موجعاً علينا وعلى اللواء الخامس دعم وإسناد فكيف أوفيك وصفاً بهكذا رحيل أبكى محبينك ورفاق دربك وأهلك وذويك ، لقد تألقت بجدارة حتى عانقت المجد منقطع النظير ، لم يأفل نجمك أبا أيمن وغسان ونشوان وأن غبت عن أعيننا ستظل متألقا تزاحم الثرياء في سماء الجنوب .
يوم حزين فقدت ردفان والجنوب قائدا فذا ومناضلاً جسورا ظل قلبه خفاقا ينبض حب للجنوب والدفاع عنه في الملحمة البطولية ، نكتب هذه الكلمات والألم يعصف قلوبنا حزناً عن فقد هامة جنوبية تنحني لها الكلمات إجلالاً لتاريخها الخالد ولـ تلك السجايا المجيدة والمناقب العزيزة على قلوبنا.
ابداً لن تمحى لمجرد غياب ستظل الملهم الروحي والمعنوي وستظل بسالتك مشاعل نور ونصر حديث الأبطال ، فقدناك جسدا ولم نفقدك روحاً وروحك تسكن وجداننا وهكذا شاءت الأقدار أن تأخذك وأنت في قمة العطاء وقوة عنفوانك العسكري الثوري .
أبا أيمن وغسان ونشوان لقد كنت موضع إعجاب الخصم والصديق ورغم خسارتك على المؤسسة العسكرية والأمنية لكننا لم ننهزم مازلنا في ميدان العطاء نمرغ أنوف الأعداء بتراب تلك الصحاري والجبال الشاهقة وعلى دربك سائرون حتى تحقيق الهدف الأسمى.
أيها الفقيد الراحل سيبقى حضورك المشهود خالدا في ساحات الوغى والنزال وحين يحمى الوطيس نتذكر مواقفك وبصماتك وأنت تدك أوكار العدو بقذائف قاتلة من فوهة دبابتك المفتون بها التي كانت عنواناً للنصر وراس حربة لإسكات العدو في كل المعارك التي خضناها مع أعداء الجنوب ..
إن رحيلك أيها القائد لم يكن عادياً أو سحابة صيف عابره يمكن تعويضه بل إنه رحيلا أبدياً وخسارة لا تقدر ولا تعوض أشعلت الأسى وألهبت الوجدان كيف لا ، وأنت نجدك في أول الصفوف على مذبح الحرية فما أحوج الجنوب اليوم لك ولأمثالك الأوفياء .
وداعاً أيها الفقيد الراحل ستظل الرجل الحي في قلوبنا والخالد في أعيننا وحنوبنا وسيسجل التاريخ صنيعك بأحرف من نصر وضياء وثق بأننا على العهد والوعد سائرين حتى يتحقق النصر المبين في تحرير الجنوب من قوى الشر والإرهاب.
لروحك الطاهرة السلام والطمأنينة أسكنك الله أعالي الجنان “