وأكد السقطري لرويترز أن قرار منع تصدير بعض الأصناف المهمة من الأسماك مُطبق منذ أكثر من عام.
وأضاف أن “مسؤولية الأسعار وضبطها مسؤولية عامة، فهناك سلطات مخولة بالقانون لضبط حالة الأسعار وسلامة المواد والأغذية، فضلا عن سلطات محلية بالمحافظات ووزارة الصناعة والتجارة، وأجهزة كثيرة مرتبطة بالصحة والغذاء والكل مكمل بعضه”.
ويقول صيادون محليون إن أسعار الأسماك زادت إلى الضعف بسبب قلة حصيلة الصيد نتيجة سوء الأحوال الجوية والمخاطر التي يتعرض لها الصيادون أثناء عمليات الصيد، وكذلك ارتفاع أسعار الوقود الخاص بمراكب الصيادين والنقل مما قلص هوامش ربحهم. ويفضل كثيرون إرسال حصيلة صيدهم إلى الخارج مقابل العملة الصعبة.
ويؤكد الصياد هديل محسن صالح أنه يخاطر بحياته من أجل الصيد الذي يقتات منه لإطعام أسرته بسبب الرياح الشديدة والأمواج العاتية التي أوقفت الصيادين بشكل كلي خلال الفترة الماضية، لكن هناك أياما تتحسن خلالها حركة الرياح وتكون خفيفة.
وقال “ما أحصده من الصيد أبيعه بالسوق مع احتساب تكاليف الوقود وغيرها من أدوات رحلة الصيد لكن من يشتري منتوج الصيادين من التجار والباعة يعمل على رفع الأسعار للمستهلك بصورة مبالغ فيها وذلك لتحقيق أرباح كبيرة”.
وتابع “نحن نغامر في ركوب هذه الأمواج وتخطي الرياح الشديدة، ونذهب إلى مصير مجهول، فقد نعود إلى الشاطئ الذي ذهبنا منه، أو يلتهمنا البحر ونموت.. هذا حال الصيادين هذه الأيام”.
وتشكل عائدات الصادرات السمكية مصدرا مهما لدخل اليمن من العملات الأجنبية، والقطاع السمكي من القطاعات الإنتاجية المهمة في البلد إذ يحتل المركز الثاني في الناتج المحلي الإجمالي بعد النفط.
ويمتلك اليمن شريطا ساحليا يبلغ طوله أكثر من 2500 كيلومتر غني بالأسماك والثروة البحرية.
وتشير التقديرات والبيانات الرسمية إلى أن إنتاج اليمن من الأسماك والأحياء البحرية كان يبلغ سنويا 200 ألف طن قبل اندلاع الحرب مطلع 2015. وكان يتم تصدير ما بين 40 إلى 50 في المئة من الإنتاج، مما يدر عائدات تقدر بنحو 300 مليون دولار، لكن حجم الإنتاج انخفض إلى النصف.
وقال خالد حسين أحمد وهو موظف حكومي “الآن يصل الكيلو إلى ما بين 10 و12 ألف ريال ما يحرمنا من توفير الوجبة الرئيسية المعتمدة على الأسماك لإطعام أسرنا”.
وأضاف “كنا نشتري نصف الكيلو من سمك التونة بستة آلاف، بعدما كنا نأخذ نفس الكمية بألفي ريال العام الماضي. هذه مصيبة من المصائب حلت على سكان عدن لم نشهدها من قبل في حياتنا”.