وبالرغم من تعيين العميد ركن عبدالله بن حبيش الصيعري، مدير أمن وادي حضرموت في مايو العام الماضي، وما تلاه من تحسن ملحوظ في الجانب الأمني، إلا أن المنطقة العسكرية الأولى تمثل نقطة خطيرة في الملف الأمني، خصوصا في تحركاتها المستمرة لتأجيج الصراع بتحركاتها المشبوهة. وهو ما دفع برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لإصدار قرار بتعيين عامر بن حطيان، أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى بدلاً عن أبوعوجاء الحاكم الفعلي للمنطقة العسكرية الأولى.
وجاء تغيير أبو عوجاء في ظل الضغوطات الشعبية والمطالبات المستمرة برحيل القوات الإخوانية المتورطة في زعزعة الأمن والاستقرار وعودة انتشار الإرهاب وتنامي عمليات تهريب الأسلحة والطائرات المسيرة للميليشيا الحوثية.
سالم عبدالدائم أوضح لـ”نيوزيمن”، أن كل التدخلات السياسية الرئاسية هدفها إصلاح المنظومة العسكرية في وادي حضرموت وإنهاء حكم الإخوان فيه بعد سنوات من العبث والسطو والسلب والترهيب والاعتقال وقمع الحريات للسياسيين والناشطين المعادين لتصرفات حكمهم، مؤكداً أن وادي حضرموت قادم على مخاضٍ جديد سينبثق منه وطن للحضارمة عسكرياً وأمنياً وسيمكن لهم الحفاظ على أمنهم بأنفسهم دون أي تدخل من قوات أخرى معادية.
وشدد على ضرورة إخراج المنطقة العسكرية الأولى وجنودها من مدينة سيئون ومدن وادي حضرموت لجبهات القتال بعدما استوطنوا فيها وامتلكوا العقارات والمباني السكنية وخلقوا سوقاً في بيع المنازل بمضاعفة أسعارها للاستيطان في المدن بدلاً عن محاربة الحوثيين وطردهم من محافظاتهم.
وفي السياق، لفت المواطن محمد هادي، إلى أن قوات المنطقة العسكرية الأولى أصبحت عبئاً على المواطن في الفترة الحالية من الناحية الاقتصادية، مشيراً إلى أن الجبايات التي تفرضها قوات ابوعوجاء على قواطر النقل تزيد من معاناة المواطنين، والتي تصل جباية كل نقطة على امتداد السوم وحتى العبر بالطريق الصحراوي بوادي حضرموت نحو مليوني ريال يمني اجمالاً، ما ينعكس على البائع والذي يعكسه على المواطن، وهو ما يثبت أن المنطقة العسكرية الأولى وقواتها الموجودة شريكة في الارتفاع الحاصل في الأسعار والمنتجات والمواد الغذائية وحتى الأدوية.
كسر شوكة الإخوان
على الأرض، غيرت القرارات الرئاسية الأخيرة التي أصدرها رئيس مجلس الرئاسة رشاد العليمي حكم الإخوان في وادي حضرموت وكسر شوكتهم بإنشاء قوات درع الوطن التي سيكون لها النصيب الاكبر من وادي حضرموت، بعد تجنيد المئات من أبناء حضرموت في معسكرات تابعة للتحالف العربي، والمتوقع دخولهم وادي حضرموت منتصف فبراير الجاري.
ويرى سالم صبيح، أن قوات حضرمية مدربة ومؤهلة ستكون قادرة على ضبط الأمن في وادي حضرموت، كونهم الأعرف بتضاريس المنطقة وأماكن الاختلالات، علاوة على النزعة الوطنية لحماية أراضيهم وأهاليهم والحفاظ على ثرواتها المنهوبة.
وادي حضرموت هو الوكر الذي تتحصن فيه الخلايا النائمة، وهو الطريق السلس الذي يغذي جماعة الحوثي بالسلاح والمسيرات والتي من خلالها تستهدف الأبرياء والمصالح العامة والدولية، فبإخراج العسكرية الأولى وإحلال النخبة الحضرمية سيساهم في قطع خط التمويل الحوثي وثبيت الأمن ودعائم الاستقرار داخل وادي حضرموت ومناطقها التواقة للسلام والأمان