تحولت حواجز ونقاط التفتيش في اليمن إلى محطات للموت بعد حصدها مئات الأرواح والتسبب في اختطاف الآلاف وإخفائهم قسريا بالسجون الحوثية.
وكشف تقرير حقوقي حديث عن تشييد مليشيات الحوثي أكثر من 1907 نقاط تفتيش بطول الخطوط الأسفلتية الرابطة بين العاصمة صنعاء والعاصمة المؤقتة عدن جنوباً ومحافظات الحديدة وريمة وعمران، والجوف، وأخيرا صعدة شمالاً.
ووثق التقرير الصادر عن “منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان”، غير الحكومية، 13574 انتهاكاً بحق المسافرين والمتنقلين بين المحافظات اليمنية وذلك منذ انقلاب مليشيات الحوثي وحتى نهاية عام 2021.
وسجل التقرير المعنون بـ “نقاط الموت” تعرض 1952 مدنيا للقتل والإصابة في حواجز التفتيش غالبيتهم ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية، حيث تنوعت الانتهاكات بين الجسدي والاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب.
وحمل التقرير مليشيات الحوثي المسؤولية عن مقتل 553 مسافراً بينهم 59 طفلاً و26 امرأة و42 مسناً بالإضافة إلى 904 جرحى بينهم 119 طفلاً و67 امرأة و40 مسناً.
وأشار إلى أن 2901 شخص تعرضوا للاختطاف والاحتجاز من المسافرين وسائقي وسائل نقل ومارة في نقاط تفتيش تتبع مليشيات الحوثي في المحافظات جميعها التي شملها التقرير عدا مدينة حضرموت.
ومن بين المختطفين والمحتجزين 135 طفلاً و86 امرأة و108 مسنين، غالبيتهم اختطفوا من النقاط المنتشرة على طريق ذمار البيضاء والمؤدي إلى مأرب، وفقا التقرير.
وقال إنه “ثبت بالدليل القاطع تورط نقاط وحواجز تفتيش تابعة لجماعة الحوثي باحتجاز 289 قافلة مساعدات إغاثية وإنسانية في 16 محافظة يمنية تتصدرها الحديدة تليها إب والعاصمة صنعاء ثم المحويت”.
وذكر أن مليشيات الحوثي قامت عبر نقاط وحواجز التفتيش بنهب ومصادرة 260 قافلة إغاثية بينها 160 شحنة محملة بالمواد الغذائية و38 أخرى بها مساعدات طبية ومحاليل ولقاحات خاصة بمرضى الكلى والسرطان ومكافحة الأوبئة إلى جانب 24 شحنة تضم مواد إيواء للنازحين و38 شحنة نفطية.
وتصدرت النقاط وحواجز التفتيش في محافظة “البيضاء” قائمة المحافظات الأكثر ارتكابا للانتهاكات بواقع 2521 حالة، ثم محافظة “تعز” بواقع 1580 حالة، ثم “إب” بواقع 1288 حالة انتهاك، و”ذمار” بواقع 867 انتهاكاً، و”الحديدة” بواقع 718 انتهاكا بحق مسافرين ومارة وسائقي مركبات.
وبحسب التقرير فإن تنظيم “القاعدة” الإرهابي ارتكب 458 انتهاكاً في نقاط وحواجز التفتيش استحدثتها ما أسفر عن مقتل 58 مسافراً وسائق مركبة، كما سجل التقرير 4 حالات اختطاف فقط تعرض لها مسافرون في أثناء مرورهم من نقاط وحواجز تفتيش تابعة لهذه التنظيم الإرهابي.
وخلص التقرير إلى ضرورة تحييد شبكة الطرق والخطوط الرئيسية والفرعية والمنافذ الجوية والبرية والبحرية، وعدم التقطعات أو إعاقة الحركة والتنقلات عبرها كونها تندرج ضمن المرافق العامة والوسائل التي تخدم السكان المدنيين بكل فئاتهم وشرائحهم وتمس احتياجاتهم الطبيعية.
كما طالب بسرعة رفع مليشيات الحوثي لنقاط التفتيش والحواجز (غير المشروعة) بما في ذلك نقاط الجباية والمنافذ الجمركية المستحدثة من كافة الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية ومداخل العواصم والمدن والأحياء السكنية، دون قيد أو شرط.