يعتقد بعض الناس أن المرأة ليس لها دور في تماسك المجتمعات والصلح والتغيير الإيجابي، بأعتبارها أقل من الرجل مكانة لذلك فليس لها دور في صناعة السلام. أنا شخصيا أعتقد أن دور المرأة اللافت في صناعة السلام ،وحلها لكثير من القضايا والنزاعات ، وسعيها للمصالحة بين المتخاصمين وإنهاء الكثير من النزاعات المستعصية دليل واضح على كونها عنصراً أساسياً في صناعة السلام . في أيام الحرب القاسية ،في وقت قوي بنكساته جاد بالأمراض والأوبئة ، كان مجمع التواهي هو المكان الوحيد الذي يعالجنا نحن الفقراء والمتضررين من الحرب حيث هرب الكثير من المتطوعين بسبب الخلافات والتناحرات وقساوة الحرب وزيادة المحارشات بين المتطوعين، ومع ذلك كنا لا نستطيع المغادرة إلى خارج التواهي بسبب الحرب والطرقات المغلقة، أصبحنا محاصرين والعديد لقوا حتفهم وماتوا في رصيف موانئ التواهي . المجمع كان الأمل الوحيد لدى الكثير ،ويكسرني أن أقف وأشاهد حال الناس وهم مرضى داخل المنازل ويكون التعافي مرهونا بالحظ، وبالتالي سيكون الأنسب لهم من التعرض للخطر . أغلاق المجمع حرم أكثر من 1000 أسرة من تلقي العلاج في فترة حرب قاسية، ويجبرنا على تحمل الألم والمرض ، وإلا سنضطر لتحمل المخاطرة المرهونة بالموت ،لأن المجمع كأن المكان الوحيد لتلقي العلاج ، وبإغلاقه فنحن نشارك الحرب في الدمار ، ونعتذر لسلام . في تلك الفترة الصعبة كهذه وفي ظل الحرب وانعدام الأمان، سطرت الدكتورة زين علي قاسم اقوى مصالحة بين متطوعي مجمع التواهي الصحي، واستطاعت أن تنهي الخصومات، عندما وجدت أمام بابها مرضى وناس بحاجة إلى المساعدة والاسعاف ،كانت لا ترد أحد وتخرج في ساعات متأخرة من الليل لفحص أشخاص للتأكد من وفاتهم. مواقف مؤلمة جدا حعلتها تعمل جاهدة لتشغيل المجمع ،فعندها تقرر التواصل مع الهلال الأحمر واللجنة الدولية لتوفير الغذاء للناس وايضا تذهت مع الأخت الأستاذة “ثقية” ناشطة مجتمعية لتجميع المتطوعين في محاولات لفتح المجمع الصحي ومركز التوليد معا . وبعد جهد شاق أعادت العمل إلى طبيعته ، وتمكنت الأسر من الحصول على مجمع صحي يتلقون فيه العلاج كلما دعت الحاجة ، انخفض انتشار الحميات والتعرض للمخاطر و بفضل هذه المرأة الصنديدة كان المجمع يشتغل على مدار اليوم. أشيد بأن الدكتورة زين علي قاسم هي أحد النساء الصانعات السلام منذ فترة الحرب الصعبة التي أعادت لمجمع التواهي الصحي النشاط على مدى 24 ساعة بعد أن هربة وتخاذل الكثير من المتطوعين ،بحكمة رأي وبعزيمة يعانقها التسامح والسلام تتدفق من ينابيع الخير وإفشاء السلام شلال من المصالحة والوداء ، تحاول جاهدة لتألف بين تلك القلوب المتأججة بالنار التي تعطل عمل مجمع التواهي بسببها وتسكرت أبوابه في وجه الكثير، وتفرض كلمتها بقوة ،وتعيد للمجمع الحياة من جديد . برأيي أن يحتف النساء بهذه المرأة ،ويجعل منها رمزا لسلام . أما الساعون في التشكيك من قدرة النساء على صناعة السلام ،والتقليل بحق المرأة ،فعليهم مراجعة ملفات الحرب ،ويقرءون الماضي جيدا .