شتان مابين الأمس واليوم..لم يعد الحديث نافعا عن فترة ماقبل عبدربه.. مناصروا المجلس الانتقالي الجنوبي وانا منهم.. لازال بعضهم يفكر ليس بعقلية ماقبل المجلس الرآسي بل بالعودة الى مرحلة الرئيس قبل السابق علي عبدالله صالح.. وتلك الفترة كان الجنوبيون يطالبون بالاعتراف بقضيتهم ويأملون حينها ان تمر حروف كلمتي القضية الجنوبية على لسان صانعي القرار.. ومنذ ان فوض المجلس الانتقالي الجنوبي بتحمل قضية الشعب الجنوبي نحو تحقيق حلمه في دولة مستقلة ذات سيادة على حدود ماقبل عام 90م ، سعى في توصيلها الى شتى بقاع الأرض عربيا واقليميا ودوليا.. وجاء اتفاق الرياض ليصبح المجلس الانتقالي شريكا اساسيا في تنفيذ القرار.. فحتى لو اعترض او امتعض سيتم التنفيذ..
اليوم الوضع مختلف تماما.. فالمجلس الانتقالي الجنوبي اصبح شريكا في صناعة القرار.. ومن خلال موقعه نائبا لرئيس المجلس الرئاسي.. ويستطيع ان يعكس توجهاته وتطلعاته فيما يراه اساسا لبناء دولته الجنوبية القادمة في مشاريع قرارات رئاسية يصدرها المجلس الرآسي لكل اليمن.
واعتقد ان رئيس المجلس الانتقالي نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدى استطاع ان يتكيف مع الوضع الجديد وشرع مباشرة في رمي شباكه دون اعتراض من احد بل الكل يشاركه فيما يريد بأن يجعل عدن عاصمة لكل اليمن حتى يتم تحرير صنعاء وهنا حقق اهم اهدافه بتوفير الخدمات واستعادة مكانة عدن بعد ان سلب كل مافيها من قبل صنعاء.
لذلك اصبحت المسؤولية على رئيس الانتقالي كبيرة جدا.. فالشعب الجنوبي حمله استعادة دولته.. بينما الان مطالب ايضا بتحرير صنعاء وتوفير حياة كريمة لكل اليمن.
ومارأيناه من تسابق القيادات والمسؤولين من شتي بقاع الارض اليمنية للظفر بموعد لقاء بنائب رئيس المجلس الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي..بل ثلثي نشرات اخبار القنوات الفضائية اليمنية كانت لقاءات الزبيدي بتلك القيادات.
لكن هناك سؤال يطرح نفسه.. ماذا لو تحققت مقومات الدولة وترسخ نظام القانون واستعادت الدولة اليمنية مكانتها ونعم اهلها بالسكينة والأمن والاستقرار.. وكل هذا بفضل المجلس الرئاسي.. ماذا تبقى من احلام للجنوبيين بعد تحقيق دولتهم..؟