تفاجأت الأكاديمية اليمنية بجامعة صنعاء إنجيلا أبو أصبع بمنعها من إدخال سيارتها إحدى الورش الميكانيكية لإصلاح سيارتها، وذلك بسبب عدم وجود “محرم” معها.
وذكرت الأكاديمية اليمنية على حسابها فيسبوك أنها “توجهت إلى شارع بيروت في صنعاء عند ميزان الحميري لفحص سيارتها، إلا أنها تفاجأت بإيقافها من قبل حارس البوابة الذي طلب منها عدم الدخول بدون وجود محرم”.
وأوضحت أن حراس الورشة خاطبها قائلا: “ممنوع دخول النساء إلا بمحرم، اذهبي واحضري محرمك وتعالى”، وأنها أبلغته أن والدها في محافظة اخرى وشقيقها في العمل إلا أن حارس بوابة الورشة أصر على موقفه وأكد لها أن الأوامر الحوثية لديه تقضي بمنع دخول النساء دون مرافق من أقاربها.
وتابعت أبو أصبع أنها ردت على حارس البوابة أنها دكتورة وأكبر من شقيقها، لكنه رد عليها بأنه حتى لو كان عمرها 80 عاما لن يتم السماح لها بإصلاح سيارتها دون مرافق “محرم”.
وبدأت المحلات التجارية والورش والمطاعم ومحال بيع العبايات في صنعاء تطبيق قرارات سبق أن أصدرتها مليشيات الحوثي تستهدف النساء وتصادر حق المرأة في العمل والحصول على إحتياجاتها من الأسواق وكذا منعها من قيادة السيارات.
سلوك داعشي
أثارت واقعة الأكاديمية أبو أصبع سخطا كبيرا في أوساط النشطاء والكتاب والإعلاميين والمهتمين بالحقوق والحريات الذين اعتبروا ما حدث تطبيقا عمليا للتوجهات المتطرفة التي تفرضها مليشيات الحوثي الإرهابية بمنع النساء من قيادة السيارات.
وعلق الكاتب والأديب اليمني البارز أحمد النبهاني على ما تعرضت له الأكاديمية إنجيلا أبو أصبع قائلا إنه “في أحدث نسخة للسلوك الداعشي في صنعاء يتم منع أكاديمية يمنية من إصلاح سيارتها في ورشة في صنعاء بسبب عدم وجود محرم”.
وعبر النبهاني عن تضامنه مع الأكاديمية إنجيلا أبو أصبع، وقال: “أدين وبشدة هذا السلوك الداعشي الذي يقيد حرية الناس ويتدخل في خصوصياتهم”.
إدانة حكومية
من جهته، استنكر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، تعميم مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، لورش صيانة وغسيل السيارات في العاصمة المختطفة صنعاء بعدم استقبال اي سيارة تقودها امرأة دون “محرم”.
واعتبر المسؤول اليمني أن “هذا التعميم يندرج ضمن سياسات مليشيا الحوثي الممنهجة للتضييق على النساء، ومنعهن من المشاركة في الحياة العامة وحصر دورهن في المنزل، على خطى حركة طالبان”.
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي صعدت مؤخرا بشكل لافت عمليات قمع النساء والتضييق عليهن عبر عدد من الإجراءات منها منعهن من التنقل بين المحافظات والسفر عبر مطار صنعاء إلا بمحرم، وارتياد قسم العوائل في المطاعم إلا بعد إبراز عقد الزواج، وفرض ألوان خاصة بالملابس، ومنعهن من الجلوس في المتنفسات العامة.
واستغرب الإرياني من صمت منظمات وهيئات حقوق الإنسان والدفاع عن قضايا المرأة، إزاء استمرار مليشيا الحوثي الإرهابية في فرض مزيد من الإجراءات القمعية التي تحد من حرية النساء ومشاركتهن في الحياة العامة، وتقييد قدرتهن على الحركة في الشوارع والأماكن العامة وأماكن عملهن.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان والدفاع عن قضايا المرأة بإدانة واضحة لتصاعد القمع الحوثي للنساء، والتصدي لمحاولات المليشيا استنساخ ممارسات حركة طالبان الأفغانية، وفرض أفكارها الرجعية المتطرفة على المجتمع بقوة السلاح.
وفرضت مليشيا الحوثي حزمة من الإجراءات المتطرفة على النساء في المناطق الخاضعة لسيطرتها (شمالي اليمن)، تصادر حريتهن وتضيق على حركتهن في الشوارع والأماكن العامة وأماكن العمل.