تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية زرع الألغام الأرضية في المحافظات والمناطق التي تسيطر عليها، وحولت اليمن إلى أكبر حقل ألغام في العالم، وتسببت في سقوط آلاف الضحايا بين قتلى ومعاقين، خاصة من الأطفال والنساء وكبار السن، خصوصاً وأنه يتم زرعها من دون خرائط في الجبال والوديان والسهول والأحياء السكنية، الأمر الذي يجعل نزعها صعباً للغاية، حسبما أكد مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء فهمي الزبيري.
وأوضح الزبيري، أن استمرار ميليشيات «الحوثي» في زرع الألغام والعبوات الناسفة في مختلف المناطق يتسبب في مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين والأبرياء، ويشكل تهديداً حقيقياً على حياتهم، وتكمن خطورة الألغام في استمراريتها استهداف الأرواح لسنوات وعقود قادمة لأنها مزروعة بعشوائية.
وقال الزبيري لـ«الاتحاد» إن إصابات الألغام ينتج عنها القتل وبتر الأطراف والإعاقات المستديمة، وتعتبر جرائم حرب ضد الإنسانية، تحتم على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية معاقبة الحوثي على هذا الانتهاك الصارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.
واعتبر الزبيري أن تصنيف الميليشيات الحوثية كمنظمة إرهابية، وتجريم أنشطتها ومراقبة قنوات تمويلها، وفرض عقوبات ضد قيادتها، هي الحل لضمان حماية المدنيين، مطالباً بتفعيل الملاحقة القانونية والقضائية دولياً ومحلياً لهذه الجماعة، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم.
ومن جهته، أكد المحلل السياسي والكاتب الصحفي اليمني محمود الطاهر لـ«الاتحاد» أن الألغام الأرضية في اليمن أصبحت أحد أبرز أسلحة «الحوثيين» التي تستهدف الأبرياء في الجبال والوديان والسهول والأحياء السكنية، فلا ينسحب «الحوثيون» من منطقة إلا بعد أن تكون منكوبة بمئات الألغام المزروعة، وتتسبب في سقوط آلاف الضحايا بين قتلى ومعاقين.
وطالب بمعاقبة ميليشيات «الحوثي» الإرهابية على هذه الجرائم في حق الإنسانية، لتدفع ثمن ممارساتها، خصوصاً وأنها أصبحت خطراً يهدد العالم أيضاً من خلال زراعة الألغام في الممر الملاحي الدولي.
وتمكَّن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام خلال الأسبوع الثاني من شهر يناير الجاري من انتزاع 1207 ألغام زرعتها الميليشيات الحوثية في مختلف مناطق اليمن، منها 14 لغماً مضاداً للأفراد، و115 لغماً مضاداً للدبابات، و1077 ذخيرة غير منفجرة، وعبوة ناسفة واحدة.
ونزع فريق «مسام» 69 لغماً مضاداً للدبابات و254 ذخيرة غير منفجرة في محافظة عدن، وذخيرتين غير منفجرتين في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع. وفي مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، نزع الفريق 21 لغماً مضاداً للدبابات و55 ذخيرة غير منفجرة.
وفي محافظة شبوة تمكَّن فريق «مسام» من نزع لغم واحد مضاد للدبابات وعبوة ناسفة واحدة في مديرية رغوان، و10 ألغام مضادة للأفراد ولغم واحد مضاد للدبابات وذخيرة واحدة غير منفجرة في مديرية عسيلان.
كما تمكَّن الفريق في محافظة تعز من نزع 6 ألغام مضادة للدبابات و153 ذخيرة غير منفجرة في مديرية المخاء، و4 ألغام مضادة للأفراد و17 لغماً مضاداً للدبابات و612 ذخيرة غير منفجرة في مديرية ذباب، ليصبح عدد الألغام المنزوعة منذ بدء شهر يناير 2489 لغماً، فيما بلغ عدد الألغام التي نزعت منذ بداية مشروع «مسام» 382 ألفاً و094 لغماً زرعتها الميليشيات «الحوثية» بعشوائية في الأرجاء اليمنية لحصد المزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.