في الحقبة الأخيرة من السبعينات مع دخول فترة الثمانينات كانت هناك أسرة حالها ميسور وكان لديهم من البنين والبنات فكأن الأب دائما يحث جميع ابنائة على التعليم وينصحهم بانه نورٌ لطريق مظلم قد يسيروا عليه ليصل بهم إلى بر الأمان….
بالرغم من أن الأبوين ليس لهم اي مؤهل تعليمي ولم يعرفوا القراءة والكتابة ولم يدرسوا الأدب الا انهم علموا أولادهم ادب الكلام وحسن المعاملة…وكان اصرارهم على تعليم آبنائهم اصراراً قوياً .
فكان الأولاد والبنات متفوقين الا واحدة من هؤلاء البنات كانت في السنه الثالث الابتدائي لا تعرف القراءة والكتابة ولم تكن الاسرة قادرة على دفع مصاريف الدرس الخصوصي التي كانت تسمى في تلك الفترة( المعلامة). تبداء الفتاة بسرد قصتها وتقول:- وصلت إلى الصف الثالث الابتدائي ولا أجيد القراءة والكتابة بالرغم أنها كانت من أكثر المواد المحببة إلى قلبي وهي المطالعة( القراءة ) أجد نفسي افتح الكتاب وأنظر إلى الصورة وكنت أسرد لها قصة في مخيلتي دون أن اقراء الكلام الموجود تحت الصورة لا استطيع قراءتة فكانت المعلمة تستغرب وتتعجب من الكلام الذي أقوله تراه مخالف عن ماهو مسرود في صفحة الكتاب فكنت أسرد قصة إستنادا للصورة التي اراءها في الكتاب .
ومع نهاية السنه الدراسية استدعت المعلمة والدي تخبره بأن مستواي في القراءة ضعيف واذا لم يتم الإهتمام بي سأعيد السنه مرة أخرى كما أشارت إلى والدي ان لدي موهبة في تأليف القصص من خيالي ويجب تنمية هذه الموهبة وتطويرها …في بداية حديثها مع والدي انهمرت الدموع من عيني فكانت ممزوجه مابين حزنا وفرحاً ليس لاني سافشل او سأعيد السنه ولكن بما قالت به المعلمة عني من الجزء الأخير من كلامها أعطاني دافع للتقدم ….ولكني حزنت كثيرا فأنا احب القراءة والكتابة ولكن لا استطيع ان أقراء كلمة واحده.
و مع إصرار ابي وأمي الذي تعملنا منهم الاصرار والعزيمة لكي نصل لشيء الذي نريده وعلمونا ان نقوي ثقتنا بالله ومن ثم بأنفسنا . وكانت اختي الأكبر مني تهتم بي …صحيح أنها تعبت حتى جعلتني اقراء واكتب الا أنه لم يستغرق الوقت طويلا …لادأنه كان لدي الشغف و الرغبة في القراءة والكتابة ولهذا كانت النتيجه أسرع.
انتقلت الى الصف الرابع فكانت المفاجأة لمعلمات السنة الثالث بحصولي على المركز الأول…ومن هنا بداءت مشوار النجاح بمجرد تعلمي للقراءة والكتابة.
وبعدها تخرجت من الجامعة وكنت من الفتيات المتفوقات التي لديها نشاطات في الكتابات الأدبية سوا في المدرسه الاعدادية او الثانوية او الجامعه وأصبحت هذه الفتاة من إمرأة لا تعرف القراءة والكتابة إلى إمرأة كاتبة واديبة لديها شغف بالكتابة والقراءة .
العبرة من القصة:’
من لا يعرف المستحيل حتما سيصل إلى تحقيق أحلامه وهدفه….وبهذا عليك أن تقضي على فشلك ولا تستسلم له …واصل سيرك مهما كانت العقبات التي أمامك …. فالصخرة لم يكن إنفلاقها من الضربه الأخيره ولكن مئات من الضربات التي سبقتها هي السبب في حصول النتيجة.