تفصلنا يوم عن موعد انعقاد العرس الجنوبي الكبير الذي سيعكس بلوحته الوطنية الرائعة يوم ال 17/ يناير بزوغ ميلاد اول كيان مدني جنوبي يفك ارتباطه رسميا عن عاصمة الاحتلال صنعاء المتمثل بميلاد نقابة الصحفيين الجنوبيين ، ذلك الحلم الذي ماكان ليتحول الى حقيقة لولا الدراسة ، والجهود الكبيرة ، والتقييم العلمي والسياسي، والوطني الحقيقي الملموس لواقع الاعلام الجنوبي ، ودوره في كافة مجالات الحياة خلال مختلف المراحل التي اعقبت كارثة اعلان الحرب الظالمة، واجتياح الجنوب عام 94م ، وما شكله الاعلام الجنوبي من دور محوري فريد برفضه للواقع المرير الذي فرض من قبل جنرالات تلك الحرب الظالمة على كافة مؤسسات الدولة في الجنوب ، وعلى راسها التدمير الممنهج لكافة مؤسساته الاعلامية ً والتهميش لكافة كوادره الاعلامية ، ومن وسط حطام ذلك الواقع استطاع الصحفيين ، وقادة الراي الجنوبيين الصمود ، والثبات امام قوة الباطل الذي استخدم السلطة والمال العام لكبح الاقلام الحرة التي مثلت حروفها رصاصات قاتلة لسلطة القمع في المقاومة والكشف لكافة الانتهاكات ، والعبث الممنهج الذي طال كل شي جميل في الجنوب، واسهم ذلك الصوت الحر بفاعلية في الدفاع عن قضية شعب الجنوب والمكتسبات الوطنية التي يستقيم للدفاع عنها حتى اللحظة .
تاسيس نقابة الصحفيين والاعلاميين الجنوبيين وبهذه اللحظات مع حسن اختيار الزمان ، والمكان مثلت نافذة لتجربة نضالية رائدة تجسد معاني ، ودلالات التوجهات الوطنية لترسيخ مبدأ التصالح، والتسامح الجنوبي ، وبوابة لرواد الكلمة، وقادة الراي في حماية حقوقهم ، والدفاع عن حرية الصحافة وحرية الراي ، والتعبير .
سيظل يوم ال 17/ من يناير يوما تاريخيا يجسد دلالة الفرحة لما يحمله من بشرى للصحفي الجنوبي بعد اكثر من ثلاثين عام من شعور الصحفي الجنوبي بالقهر والاستبداد والشعور بالعيش خارج الوطن بفعل تجيير نقابة الصحفيين اليمنيين لصالح سياسات ، وتوجهات نظام ما بعد 94م ، وسيطرته على قيادة النقابة ، ورعاية انشطتها ، وتوجهها، والذي انعكس بدورها العنصري وتناسيها دورها تجاه تعرض عدد من الصحفيين، والكتاب الجنوبيين لعمليات انتهاك تنوعت بين التهديد بالقتل، والاعتقال واصدار الاحكام السياسية، وايقاف اصدار الصحف ، ولاخفاء بعد الاعتقال مع منع الزيارة او السماح لللمرضى من الصحفيين المعتقلين بتلقي العلاج اثناء تعرضهم لاي وعكات صحية وهم داخل المعتقلات ، والملاحقة ، واصدار الاحكام السياسية ، وفقا لتهم سياسية جاهزة وباطلة يتم تكييفها لهم ، والحقيقة انهم اقلام ، واصوات جنوبية حرة تقاوم مشروع الغزاة والوقوف في صف الثورة الجنوبية بالقلم والكاميراء.
ياتي اعلان تاسيس هذا الكيان المدني ترجمة لتوجهات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في تجسيد ، وتعزيز دور التصالح، والتسامح وسيمثل نواه داعمة لحشد الطاقات، والابداعات لانجاح الحوار الجنوبي الجنوبي الذي يجري حاليا مع كافة اطياف وشرائح المجتمع الجنوبي ، وخدمة الهدف ، ويعد نقلة نوعية في المسار السياسي الجنوبي لخلق ضمانات بشراكة الجميع في مواجهة التحديات على طريق تحقيق الاهداف السياسية لواقع جنوبي افضل، ومستقبل مزدهر ، مع لعب الدور الاساسي ً والمحوري في التخاطب المباشر مع السلطات للدفاع عن الصحفي ، والاعلامي الجنوبي ، وتقديم الدعم القانوني ، والرصد ، والمتابعة لاي اجراءات امنية تتعلق بتقييد حرية الراي ، والتعبير للصحفي والاعلامي والجنوبي.